الانسجام العربي يصنع النصر.. كيف كشفت السعودية ومصر وحماس.. القبح الصهيوني للعالم؟

البعث نيوز
بقلم / حمدي محمد
في منعطف تاريخي سيُسجل بأحرف من نور في سجلات الصراع العربي الصهيوني، تشهد الساحة الدولية تحولاً جوهرياً في موازين القوى، حيث تكاتفت الإرادة العربية لفضح الزيف الصهيوني وإجبار الكيان الغاصب على الركوع أمام إرادة السلام العادلة.
لقد نجحت الدبلوماسية العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وبالشراكة مع صمود المقاومة الفلسطينية، في قلب الطاولة على المشروع الصهيوني الذي ظل لعقود يروّج لروايته الأحادية في المحافل الدولية.
السعودية.. القيادة الحكيمة والدبلوماسية الفاعلة
قادت المملكة العربية السعودية، بعبقرية دبلوماسية وحكمة سياسية، حملة دولية ممنهجة لكشف الوجه القبيح للكيان الصهيوني. لم تكتفِ الرياض بدور المتفرج، بل حوّلت كل منصة دولية إلى ساحة لفضح جرائم الاحتلال، مستخدمة نفوذها الدولي وعلاقاتها الإستراتيجية لتغيير الصورة النمطية التي حاولت الدعاية الصهيونية ترسيخها لعقود.
من خلال خطاباتها في الأمم المتحدة، ومبادراتها السياسية، وقدرتها على حشد التأييد الدولي، نجحت السعودية في تحويل ملف الصراع من قضية “إرهاب” مزعوم إلى قضية احتلال واضحة المعالم، مما شكل ضغطاً دولياً غير مسبوق على الكيان الغاصب.
مصر.. عقل المخابرات المصرية المحوري وتصويب البوصلة
أما الدور المصري، فقد كان الأكثر جرأة وتأثيراً، حيث لعبت المخابرات المصرية دوراً محورياً لا يمكن تجاهله في دعم المقاومة الفلسطينية وتوجيه بوصلة الصراع نحو مسارها الصحيح.
لقد كانت المخابرات المصرية العقل المدبر الذي ساعد في إعادة تنظيم الصفوف وتوحيد الرؤى بعد فترة من التشتت وتوحيد البندقية لكل الفصائل خلال الحرب الشرسة التي خاضتها المقاومة.
من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية الحيوية، والتنسيق الأمني والدعم اللوجستي، ساهمت مصر في تمكين المقاومة من استعادة زمام المبادرة.
لقد كانت المخابرات المصرية بمثابة “المنظم والموجه” الذي ساعد في تحويل العمليات الفردية إلى إستراتيجية متكاملة، مما أربك حسابات العدو الصهيوني وحرمه من أي ميزة أمنية.
حماس.. صمود الأبطال وثبات الأرض
وفي قلب هذا المشهد، تبرز مقاومة حماس كقلب نابض بالصمود والتحدي. لقد أثبتت حماس للعالم أجمع أن الإرادة الشعبية لا تقهر، وأن الحق لا يموت. رغم الحصار الخانق والعدوان المتواصل، ظلّت حماس صامدة كالجبال، ترد على العدوان بعمليات نوعية قلبت موازين القوة.
لم تكن عمليات المقاومة مجرد ردود عسكرية، بل كانت رسائل سياسية واضحة مفادها أن شعب فلسطين لن يستسلم، وأن أرضه لن تُسلّم.
هذا الثبات هو الذي شكل الضغط الحقيقي على الكيان الصهيوني، وجعله يدرك أن الحل العسكري لم يعد ممكناً.
نتائج المرحلة.. الصهاينة يركعون للسلام
هذا الثالوث العربي السعودية بمكانتها الدولية، ومصر بعمقها الإستراتيجي، والمقاومة بصمودها – هو الذي أجبر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والمنظومة الصهيونية العالمية على الركوع وقبول شروط السلام العادل. لقد أصبح واضحاً للعالم أن “الدولة الديمقراطية” التي كانوا يتغنون بها ليست سو ى ستار لاحتلال عنصري بغيض.
لقد كشف هذا التحالف العربي الوجه القبيح للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي النازي والقذر، وعرّاه أمام المجتمع الدولي، محوّلاً إياه من ضحية مزعومة إلى جلاد معروف.
خاتمة.. انتصار العروبة
الاتفاق الذي تم التوصل إليه ليس انتصاراً عابراً، بل هو نصر تاريخي للعروبة، لمصر العروبة، للسعودية القيادة، لفلسطين الصمود. إنه انتصار على المنظومة الصهيونية العالمية وأمريكا الداعمة لها.
لقد أثبتت الأحداث أن الوحدة العربية ليست شعاراً رناناً، بل هي سلاح فعّال حين توجد الإرادة السياسية.
هذا النصر سيكون بداية لمرحلة جديدة في الصراع، مرحلة يعود فيها الحق لأهله، وتتحرر فيها أرض فلسطين من دنس الاحتلال.
فلسطين ستنتصر.. والعروبة ستظل شامخة