بيان انسحاب يمني يهز المؤتمر القومي العربي.. واتهامات بالانحياز لمليشيا الحوثي.

البعث نيوز_ خاص
في تطور لافت، أعلن عضو بارز في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي انسحابه من المؤتمر، محملاً إياه مسؤولية “التخلي عن قضايا الأمة العربية” و”الانحياز” للمليشيات الحوثية، في خطوة كشفت عن شرخ عميق في جسم المؤتمر.
جاء الإعلان في بيان صادر عن علي عبدالله سعيد الضالعي عضو المؤتمر القومي العربي، موجه إلى الأمين العام وأعضاء المؤتمر، كشف فيه عن مقاطعة متواصلة منذ عام 2015 من قبل أكثر من 60 عضواً يمنياً في المؤتمر، احتجاجاً على ما وصفه بـ”تفاعل المؤتمر مع العناصر السلالية الطائفية المذهبية والانقلابية الحوثية”.
وأوضح الضالعي في بيانه أن أعضاء المؤتمر القومي العربي من اليمن، والمقاطعون يشملون تنظيمات سياسية متنوعة مثل “التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، والحزب الاشتراكي، وتجمع الإصلاح، وحزب البعث، والمؤتمر الشعبي العام، وشخصيات مستقلة”، يرفضون المشاركة بسبب ما يرونه تحيزاً من المؤتمر لصالح جماعة الحوثي.
ورغم التأكيد على أن “القضية الفلسطينية ودعمها هي القضية الوحيدة التي يجمع عليها كل أبناء الشعب اليمني”، انتقد الضالعي بشدة قصر دعم المؤتمر على “ما تقوم به العصابات الحوثية” تحت ذريعة مساندة المقاومة الفلسطينية.
وحمل البيان المؤتمر مسؤولية “إغضاء الطرف” عن ما وصفها بـ”الجرائم” التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الشعب اليمني، مذكراً بـ”الاغتيالات، ونسف المنازل ودور العبادة، وعمليات الاختفاء القسري، والاعتقالات العشوائية التي تتجاوز عشرات الآلاف، والممارسات الوحشة التي أدت إلى مقتل معتقلين”.
ولم يقتصر الانتقاد على الممارسات الأمنية، بل امتد إلى الإجراءات السياسية، حيث أشار الضالعي إلى “إصدار مليشيا الحوثي أحكام إعدام غيابي بحق قيادات أحزاب وطنية، وفي مقدمتهم الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي عبد الملك المخلافي، ومصادرة منازلهم وأموالهم”.
وكشف البيان عن بعد آخر للخلاف، يتعلق بالهوية الوطنية اليمنية والتاريخ، حيث اتهم الضالعي مليشيا الحوثي بالسعي “لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة النظام الملكي”، مستدلاً بمنع الاحتفال بثورة 26 سبتمبر واعتقال الشباب لمجرد رفعهم علم الجمهورية، ومشيراً إلى أن عبد الملك الحوثي “عندما يخطب لا يرفع العلم الجمهوري خلفه أبداً”.
وكشف الضالعي عن استمراره في ممارسة مهامه داخل الأمانة العامة لسنوات على أمل إعادة تقييم الأمور، بل وهدد بالاستقالة عدة مرات قبل أن يقدمها فعلياً، إلا أن المؤتمر استمر في “انحيازه للحوثي ضد أبناء الشعب اليمني”.
وحدد البيان السبب المباشر للانسحاب بأنه “تقديم عبد الملك الحوثي كمناضل قومي وتقديم كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر”، معتبراً ذلك تجاوزاً للخط الأحمر.
وختم الضالعي بيانه بالإعلان عن انسحابه من مؤتمر “قد تخلى عن قضايا أمته العربية وأصبح داعماً للمليشيات ومنحازاً لتوجه طائفي محدد وغير عربي”.
هذا ولم يصدر حتى لحظة نشر هذا الخبر أي تعليق رسمي من الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على بيان الانسحاب.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الأمين العام للمؤتمر القومي العربي المحترم
الاخوة اعضاءالمؤتمر ال 34 للمؤتمر القومي العربي المحترمون
تحية عربية صادقة وبعد
لعلكم تلاحظون أن أعضاء المؤتمر القومي العربي من ساحة اليمن والذين يتجاوز عددهم ال 60 ستون عضوا يقاطعون اجتماعات المؤتمر منذ عام 2015 وحتى اليوم نتيجة لتفاعلكم مع العناصر السلالية الطائفية المذهبية والانقلابية الحوثية وفي طليعة من يقاطعون اجتماعتكم اعضاء التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ومعهم أعضاء الحزب الاشتراكي وتجمع الإصلاح وحزب البعث والمؤتمر الشعبي العام والشخصيات المستقلة.
إن القضية الفلسطينية ودعمها هي القضية الوحيدة التي يجمع عليها كل أبناء الشعب اليمني بشتى انتمائاتهم السياسية ومشاربهم الفكرية والاجتماعية ولم يتوقف تفاعلهم ودعمهم للقضية في أي يوم من الأيام وفي كافة محافظات اليمن وبكل مدنه ؛ ولكنكم للاسف لا ترون ذلك أو لا تريدون رؤية ذلك مكتفين بما تقوم به العصابات الحوثية فيما يعتبر أنه مساندة للمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني .
إن دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها والتي هي قضية الأمة العربية جميعها لا يعني بأية حال من الأحوال أن تغضوا الطرف وتصمتوا على كل الجرائم التي ترتكبها تلك العصابات الطائفية السلالية الحوثية بحق أبناء الشعب اليمني والمتمثلة بالاغتيالات ونسف المنازل ودور العبادة وعمليات الاخفاء القسري والاعتقالات العشوائية للرجال والنساء والتي تتجاوز عشرات الآلاف بالإضافة إلى وسائل تعذيب وحشية يتعرض لها المعتقلين والتي أدت إلى مقتل العديد من المعتقلين .
ولم تكتفي العصابات الحوثية بإصدار احكام الاعدام الغيابي بحق العديد من قيادات الأحزاب الوطنية وفي مقدمتهم الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي عبدالملك المخلافي ومصادرة منازلهم وأموالهم بل وصلت بهم الوقاحة إلى منع المواطنين من الاحتفال بثورة 26 سبتمبر واعتقال العشرات من الشباب وضربهم لمجرد أنهم رفعوا علم الثورة والجمهورية ( ولقد نشرت لكم في ذلك الوقت عدة فيديوهات بمجموعة الأمانة العامة تبين تلك الممارسات الهمجية بحق الشباب ) ولعلكم تعرفون أن ثورة ال 26 من سبتمبر 1962 كانت أول رد فعل قومي ضد جريمة الانفصال التي جرت في 28 سبتمبر 1961بدمشق ؛ والتي تفاعلت معها جماهير الأمة العربية وساندها القائد المعلم جمال عبدالناصر وجيش مصر العروبة الذين قدموا الشهداء لتثبيت الثورة ونظامها الجمهوري والتي يسعى عبدالملك الحوثي وعصابته لاعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة النظام الملكي ولعل من مؤشرات ذلك أن الحوثي عندما يخطب لا يرفع العلم الجمهوري خلفه ابدا .
لقد استمريت طوال السنوات الماضية امارس مهامي في إطار الأمانة العامة للمؤتمر بصفتي الشخصية لعل وعسى أن تعيدوا تقييم الأمور وكنت دائم التنبيه لكم من خلال مداخلاتي ومن خلال رسائلي موضحا فيها ما يجري في اليمن وكنت اهدد بالاستقالة لعدة مرات ثم قدمت استقالة فعلية وبالرغم من كل ذلك فقد استمريتم في انحيازكم للحوثي وضد أبناء الشعب اليمني وتصل اليوم إلى تقديم عبدالملك الحوثي كمناضل قومي وتقديم كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر .
ونتيجة لما سبق فإنني لا استطيع الاستمرار معكم ومعلنا انسحابي من مؤتمركم الذي قد تخلى عن قضايا أمته العربية وأصبح داعما للماليشيات ومنحازا لتوجه طائفي محدد وغير عربي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي عبدالله سعيد الضالعي



