من القبيلة والمذهبية إلى الدولة:::نحو هوية وطنية جامعة في اليمن.

البعث نيوز
بقلم / امين احمد الحاج
أزمة اليمن العميقة ليست مجرد صراع على السلطة أو الموارد، بل هي أزمة هوية وبنية وعي جمعي ما زال أسيرًا لمفاهيم الولاء القبلي والجهوي والمذهبي، بدلاً من مفهوم الدولة والمواطنة. لقد فشلنا، كدولة ومجتمع، في بناء وطن يتساوى فيه الجميع أمام القانون، وينتمي فيه المواطن لليمن أولًا وليس للقبيله أو المنطقته أو مذهبه.
صراع بين دولة القبيلة ودولة الوطن:
ظل اليمن يعيش صراعًا خفيًا صامتًا بين دولة القبيلة ودولة الوطن، فكل مشروع سياسي جاء حاملاً لواء التحرير أو الإنقاذ أو الثورة، كان يصطدم بجدار الولاءات الأولية التي تسكن العقول قبل الخرائط.
تبدلت الأنظمة، وتغيرت الشعارات، لكن البنية العميقة للوعي الاجتماعي بقيت على حالها.
تأثيرات الصراع:
تعميق الشرخ: مع كل دورة من دورات العنف الداخلي، يتعمق الشرخ بين أبناء الوطن الواحد. الكراهية والقتل: الذي نراها اليوم من كراهية مقيتة وقتل على الهوية ومن فساد وسلب ونهب وتدمير وتخريب ممنهج للممتلكات العامة والخاصة
ومن نزوح والتهجير قسري للمواطنين وتمزيق النسيج الوطني وتمزيق للجغرافيا ليس إلا الثمرة المُرة لزرع قديم.
الحل يكمن في بناء وعي جديد:
اليمن اليوم لا يحتاج فقط إلى وقف الحرب العبثية بل إلى ولادة وعي جديد؛ وعي يُعيد تعريف معنى الانتماء ومعنى العدل ومعنى الوطن. المواطنة ليست شعارًا يُرفع في الدساتير، بل عقدًا اجتماعيًا يضمن للجميع المساواة في الفرص، ويمنح كل فرد كرامته دون النظر إلى لونه أو قبيلته أو مسقط رأسه.
دور التعليم والإعلام في تعزيز الوعي الوطني:
ـالتعليم هو أساس بناء الوعي الوطني والمواطنة. تشجيع الأجيال الجديدة على الانتماء للوطن والاعتزاز بهويتهم الوطنية.
ـ الإعلام يلعب دورًا هامًا في تشكيل الوعي الوطني وتعزيز قيم المواطنة والانتماء للوطن. يجب أن يساهم الإعلام في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين جميع أبناء الوطن.
ونحن نؤمن بأن الحليف الاستراتيجي والحقيقي لنا:
ليس القوى الخارجية ولا القبيلة ولا المناطقية ولا المذهبية كما يراها قيادة الصراع المسلحة على الاض
وانما حليفنا الاستراتيجي الحقيقي هو الولاء الوطني لليمن والولاء لشعبنا اليمني العظيم صاحب السيادة و المالك الحقيقي للأرض والسلطة.
ان الحوار الوطني الشامل والمشاركة السياسية والمجتمعية الحية والفاعلة ضروريان لبناء الدولة الحديثة يجب أن تشارك جميع الأطراف في صنع القرار والعمل على بناء مستقبل أفضل للجميع.
ختامًا، إن بناء دولة يمنية قوية ومستقرة يتطلب منا جميعًا العمل الجاد والالتفاف حول مشروع وطني جامع. يجب أن نُعيد تعريف معنى الانتماء والعدل والوطن، وأن نبني دولتنا على قاعدة المواطنة والعدالة. آن الأوان أن نُجيب على سؤال النخب السياسية الحاكمة والمتحالفة مع قوى خارجية: من هو الحليف الاستراتيجي الحقيقي؟
الجواب كما أسلفنا بالتأكيد هو الولاء لليمن والشعب اليمني العظيمين


