القيادة العربية على محك التاريخ: الوحدة أو الهاوية
المخرج الوحيد هو خروج القمة بصيغة عمل عربية موحدة وصارمة، تعيد هيبة العرب وتؤكد أن سيادة أي دولة عربية هي جزء لا يتجزأ من السيادة العربية الجماعية.

البعث نيوز /بقلم حمدي محمد
تمر الأمة العربية بلحظة فارقة، حيث تتراكم التحديات وتتصاعد المؤامرات في مشهد غير مسبوق يهدد كيانها وسيادة دولها.
وفي قلب هذه العاصفة، تُعقد القمة العربية المرتقبة وسط تساؤلات مصيرية: هل ستتمكن من تجاوز الخلافات وطي صفحة الماضي؟ أم ستستمر الأمة في حالة التشرذم التي تجعلها لقمة سائغة لأعدائها؟
حيث يواجه المشهد القومي جملة من التحديات الوجودية، أبرزها حروب الجيل الرابع والمؤامرات الناعمة التي تستهدف النسيج المجتمعي والسيادي للدول العربية.
وفي صدارة هذه التهديدات، مؤامرة كبرى تستهدف دول الخليج العربي عبر محاولات زرع كيانات طفيلية تابعة لمشاريع خارجية.
وتبرز هنا مليشيا الحوثي كأداة طيعة في يد قوى إقليمية توسعية، حيث يمثل استهداف المنشآت الحيوية والأهداف المدنية في السعودية حجر الزاوية في الأمن القومي العربي استهدافًا مباشرًا لأمن الأمة بأكملها، وهو خط أحمر لم يعد هناك مجال لتجاوزه.
كما لا يتوقف التحدي عند هذا الحد، فالدولة الصهيونية تواصل عدوانها المتصاعد الذي امتد ليشمل استهداف سيادة دول عربية، كما في الاعتداء السافر على قطر.
وهذا العدوان يتطلب ردًا عربيًا موحدًا وحاسمًا.
وفي السودان، تمزق الحرب الأهلية جسدًا عربيًا أساسيًا، مما يهدد الأمن القومي بأسره، بينما لا تزال الأزمة الليبية ممتدةً بفعل التقاسمات والتجاذبات الخارجية، مما يستدعي تدخلًا عربيًا حاسمًا يحفظ وحدة الدولة ويمنع انهيارها.
في مواجهة هذه العواصف المتلاحقة، يبقى المخرج الوحيد هو خروج القمة بصيغة عمل عربية موحدة وصارمة، تعيد هيبة العرب وتؤكد أن سيادة أي دولة عربية هي جزء لا يتجزأ من السيادة العربية الجماعية.
ولتحقيق ذلك، يجب الانتقال من الشعارات إلى التطبيق الفعلي، من خلال تفعيل مشروع الدفاع العربي المشترك بشكل عملي وجاد، مع الاعتماد على التكامل بين الثقل الاستراتيجي والعسكري للدول الرائدة، وعلى رأسها السعودية ومصر والجزائر، لتشكل نواة صلبة لقوة ردع عربية قادرة على حماية المقدسات والحدود ومقدرات الأمة.
لذا نقول غدًا، يجلس قادة العرب على مفترق طرق؛ الخيار بين الاستمرار في التردد أو اتخاذ قرارات جريئة تضع أسسًا جديدة لمرحلة تقوم على التضامن الفعلي والدفاع المشترك.
وإن عاصفة التحديات ليست بقوة إرادة أمة تجمعها روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك.
الأنظار تتجه إلى القادة، والشعب العربي ينتظر من الخليج إلى المحيط.