مقالات

الاختلاف ثراء أم لعنة؟

البعث نيوز ـ امين احمد الحاج

في لحظة تاريخية تشهد انكساراً غير مسبوق في النسيج الاجتماعي اليمني، حيث تحول الاختلاف من ثراء إلى نقمة ومن نعمة إلى لعنة، كيف نعمل وبشكل جماعي وجاد لإعادة تعريف العلاقة بين الذات والآخر، بين الفرد والجماعة، بين الحرية والانتماء. إنها محاولةٌ لفهم لماذا فشلنا في تحويل تنوعنا من مصدر قوة إلى مصدر ضعف، ولماذا تحولت اختلافاتنا الطبيعية إلى صراعات وجودية.

علينا أن ننطلق من قناعة عميقة بأن الاختلاف ليس عيباً يجب إصلاحه، بل هو قانون كوني وسنة إلهية تحكم الوجود. الاختلاف سنة كونية لا انفكاك منها تقول القاعدةَ: (الاختلاف شيء طبيعي في الحياة) فهي ليست مجرد عبارة تطمينية، بل هي قانونٌ كونيٌّ يحكم الوجود. فلو شاء اللهُ لجعل الناسَ أمةً واحدةً، لكنه خلقهم مختلفين ليتعارفوا. حتى الطبيعةُ نفسها تقوم على الثنائيات: الليل والنهار، الذكر والأنثى، الأرض والسماء. فلماذا نرفض في اجتماعنا ما قبلته الفطرةُ في كوننا؟

نقد وهم (الرأي الواحد): الاستبداد والانقسام هنا تعلو القاعدةُ صائحة بأن (لو أن الناس بفكر واحد لقتل الإبداع) لقد دفع اليمن ثمناً باهظاً لوهم (الرأي الواحد) و(الكلمة الواحدة). فكل نظامٍ حكمَ حاولَ أن يصبَّ المجتمعَ في قالبٍ أيديولوجيٍّ واحد، فأنتجَ استبداداً سياسيًا، وتهميشًا لمناطقَ بأكملها، وأخيرًا انقسامًا مريعًا.

إن الاختلاف ليس لعنة، بل هو ثراء وفرصة لبناء مجتمع أكثر قوة وتنوعًا. يمكن للشعب اليمني أن يبني مجتمعًا متعددًا ومتنوعًا من خلال احترام الاختلاف وتعزيز قيم التسامح والاحترام.

تعزيز التسامح والاحترام: خطوات نحو المستقبل

يمكن تعزيز التسامح والاحترام في المجتمع اليمني من خلال

  • تعزيز الحوار بين الأفراد والجماعات المختلفة
  • تشجيع التعليم والتثقيف حول أهمية الاختلاف
  • دعم المبادرات التي تعزز التسامح والاحترام
  • تشجيع المشاركة السياسية والاجتماعية للجميع

نحن في اليمن نعيش على حافة الهاوية، لكننا أيضًا على أعتاب فرصة تاريخية لبناء يمن جديد، يمن يتسع للجميع، يمن يعترف بالاختلاف ويحترمه، يمن يكون فيه المختلفون شركاء لا أعداء. فإما أن نتعلم فن الاختلاف، وإما أن ننكسر جميعًا تحت وطأة الصراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!