الرفيق الشهيد محمد مطهر زيد … مارد الثورة الذي دك قصر الإمامة عشية قيام ثورة 26 سبتمبر

البعث /خاص
بقلم / يحي محمد سيف
الشهيد البطل المقدم/ محمد مطهر زيد هو مارد ثورة 26 من سبتمبر الخالدة
واحد ابر الضباط الاحرار المتميزين الانقياء الذين اهلتهم ثقافتهم الواسعة وقدراتهم السياسية والتنظيمية أن ينالوا ثقة رفاقهم الضباط وان يكون لهم شرف السبق في تأسيس (تنظيم الضباط الاحرار ) وان يصبحون من ابرز القادة البعثيين المتميزين الشجعان والمضحيين في قيادة هذا التنظيم الثوري كما كان له شرف الإسهام الفاعل في التخطيط الإعداد لتفجير ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962م وإقامة النظام الجمهوري والقضاء على نظام الإمامة ، وان هذا البطل الوطني السبتمبري والمناضل القومي البعثي تولى في عشية قيام الثورة الستمبرية الخالدة قيادة قوات المدفعية ودك بنيران مدافعه هو ورفاقه قصر البشائر / القصر الملكي / واجبر الامام المخلوع أن يلوذ بالفرار منه ، ومن ثم قيامه على رأس قوة عسكرية بمطاردته بهدف القاء القبض عليه حيا او ميتا ،
وكاستحقاق نضالي تبوأ هذا الشهيد البطل العديد من المناصب القيادية الرفيعة في حكومة الثورة المدنية والعسكرية /عضو مجلس الرئاسة، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش ، ولكنه لم يتخندق خلف مكاتب هذه المناصب بل تركها ليخوض غمار العديد من المعارك البطولية دفاعا عن الثورة والنظام الجمهوري ضد فلول وجيوش المرتزقه الأجانب الذين جندتهم القوى الرجعية والامبريالية للقضاء على الثورة ، حتى نال شرف الاستشهاد ويده على الزناد .
كما ان الرفيق الشهيد محمد مطهر يشكل مع رفيق دربه الشهيد علي عبد المغني رمزان وطنيان لوحدة الجيش اليمني ومنتسبيه /قحطانيين وهاشميين / وتوحيد نضالهم من أجل الهدف العظيم وهو القضاء على الإمامة شمال الوطن اليمني والإستعمار في جنوبه وإقامة الثورة والجمهورية امل وحلم جماهير شعبنا اليمني؛ كما كان له دور متميز وخصوصا في الكلية الحربية في التصدي لكل النعرات السلالية والمناطقية والطائفية بكل حزم وصلابة .
وبمناسبة العيد ال 61 لثورة الشعب والوطن الأمة ثورة 26 سبتمبر الخالدة أردت أن أتحدث بإيجاز شديد عن أهم المحطات الحياتية والنضالية لهذه المناضل والقائد البعثي الكبير والمتمثلة بالآتي
🔸المولد والنشأة
▪️ولد في قرية (الخذلاني)إ
احدى قرى منطقة حجور اليمن -ناحية وشحة -محافظة حجة عام 1938م (1)
/من أسرة /هاشمية / فقيرة وطبقة فلاحية وكان التكوين الطبقي كمايقول اللواء أحمد قرحش مؤثرا عليه لأن العدنانيين المتواجدين في هذه المنطقة من الطبقة الثالثة ،وكانت بيت حميد الدين لايسمحوا لهم بالتعليم أكثر من القراءة والكتابة لعمل التمائم وكتابة البصائر والأعمال الكتابية البسيطة (2)
🔸-دراسته ومؤهلاته
بدأ دراسته في القرية ، وانهى تعليمه الأساسي في /كشر /مركز القضاء ، ثم انتقل إلى مدرسة وشحة العلمية .
▪️انتقل الى مدينة صنعاء والتحق بالمدرسة
التحضيرية (3)،التي انشأها الحسن بن يحي حميد الدين ( وكانت التمهيدية كما يقول اللواء قرحش حسنية وكادت تطغى وكان الهدف منها غرس التشيع الإمامة (ذوي الاهلية ) الهاشميين القضاة )(4 ) ولكن الأمير البدر بن احمد حميد الدين (ولي العهد) الذي عمل على دمجها بالمدرسة الثانوية العصرية لطمس انجازات عمه الحسن الذي كان من اشد المعارضين لتعينه ولياً للعهد، ومن المنافسين له في تولي منصب الإمامة فكانت فكرة ناجحة سببت إرباكاً للسلطة،
وكان الشهيد محمد مطهر زيد من أوائل طلاب التمهيدية ، كون علاقته بين الطلاب في التمهيدية والثانوية ،بسلوكه المتفرد ،
وكان رياضياً يجيد لعبة كرة السلة ، وكرة الطائرة، ولعبة كرة القدم وكان كما يقول رفيقه عبد الوهاب جحاف: واحدا من اكثر اللاعبين شهرة في لعبة كرة القدم آنذاك وهم يوسف الشحاري ،وعبد الله محسن المؤيد ، ومحمد مطهر وعلى عبد المغني وحسين شرف الكبسي وصالح الاشول ، التي كانت تقام على ميدان العلفي حاليا كل يوم خميس وجمعة وحضور جمهورا كبيرا لمشاهدة لعبة كرة القدم وابطالها(5)
وكان الشهيد محمد مطهر ورفيقه الشهيد علي عبد المغني من ابرز الطلاب نشاطا في إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والحفلات الاسبوعية المدرسية .
وكان كما يقول قرحش ( يتمتع بثقافة عالية ،و كان متفوقا في دراسته ويقدم دروساً خاصة لرفاقه وزملائه في مدرستي الايتام والثانوية في مادتي الانجليزي والعربي (6)
🔸 هويته السياسية
تفيد العديد من الدراسات والشهادات التاريخية بان الشهيد محمد مطهر زيد قد انتمى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي لصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة صنعاء
وكان مؤطر في خلية واحدة هو ورفاقه الشهيد علي عبدالمغني والاستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح ،والاستاذ عبد الله حمران ، وكانوا يلتقون ويعقدون اجتماعاتهم الحزبية في المقر المتواضع الذي استأجره الشهيد علي عبد المغني بجوار المدرسة الثانوية /انظر كتاب قصة بطل المصدر السابق ص 41
حيث كان حزب البعث كما جاء في وثيقة التاريخية للضباط الاحرار (اسرار ووثائق الثورة اليمنية (اكثر المنظمات الحزبية وجودا في الساحة اليمنية واقدمها ،كون افكاره وشعاراته كانت مشبعة للتعطشات الفكرية لشباب تلك المرحلة، فقد انخرط به العديد من الشباب العسكريين ضباطا وطلابا ) ( 7) (وان عددا من طلاب المدرسة الثانوية قبل ان يلتحقون بالكلية الحربية قد اعتنقوا مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي ، وفي الكلية الحربية نقلت البيئة المدرسية والفكرية نفسها دون نقصان إلى الساحة العسكرية ،حيث تواجد بها نواة منتمية ومتطلعة إلى العطاء الفكري الجديد ،وفي نفس الوقت الذي استطاع فيه حزب البعث ان يؤثر على مجموعة من ضباط الكلية الحربية الذين اصبحوا بعد ذلك ضباطاً في الجيش اليمني( 8)
🔸الدراسة العسكرية
ﻓﻲ منتصف ﺍﻟﻌﺎﻡ1957م ﺗﻢ فتح الكلية الحربية (التي كان الشهيدين علي عبد المغني ومحمد مطهر من ابرز الثوار الذان طالبا البدر بإلحاح لفتح المدارس العسكرية التي اغلقها ابوه)(9 )
إلى ان (الحسن بن يحي ) بتوجيهات من انصاره وعلى رأسهم علي الفضيل مدير مدرسة التحضيرية الذي كان من غلاة التشيع ومن اشد المتعصبين الهاشمية سارع في انتخاب ( 40) ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ضمن الدفعة الاولي التي سميت باسم الطالب الشهيد ( محمد مطهر زيد) تم اختيارهم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍلتحضيرية و (ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﻦ الاسر ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ) (10) باستثناء اثنين من الطلبة احدهم اللواء يحي مصلح مهدي ، من غير الاسر الهاشمية ،
▪️-رغم ان ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ إلا انه اضطر أن ﻳﻌﻴﺪ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ بعد ان ساورته ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻫ ﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ، ﺧﺎﺻﺔ وﺍﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ فيها ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎرهم ﻣﻦ المدرسة ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺸﺄﻫﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺯﻋﻪ ﺳﻠﻄﺘﻪ .ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍلمتوسطية من عناصر هاشمية وقحطانية ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ ( ٦٦) طالبا ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ ١٩٥٨م (11) والتي اطلق عليها اسم ( دفعة علي عبد المغني)
🔸تميزه الدراسي
تميز الشهيد محمد مطهر زيد كما يقول رفيقه صالح الاشول / بخصال حميدة والمعية في جميع مراحل الدراسة , وتخرج برتبة ملازم ثانى عام 1960م
*-التحق بمدرسة الاسلحة وتخصص في سلاح المدفعية وتخرج من مدرسة الاسلحة في عام 1961م
▪️قائد جناح المدفعية
-ونظرا لتفوقه وحصوله على الدرجة الممتازة في دراسته التخصصية ، قررت قيادة الكلية الحربية ومدرسة الأسلحة تعيينه مدرسا وقائدا لجناح المدفعية في مدرسة الاسلحة ، حيث عمل بنشاط في مجال تخصصه وحاز على احترام جميع الضباط(12)
🔸حقيقة لم يدركها
الحسن ولا البدر
▪️في ظل تلك الوضعية القائمة المتخلفة التي فرضت على شعبنا في عموم الوطن اليمني الكبير كله ،ومع اشتداد الصراع (الحسني البدري ) على عرش (المملكة المتوكلية اليمنية )حينذاك ،وتسابقهما مع الاحداث والزمن ، واطمئنان كل طرف إلى ما كان يتجه ويخطط له لكسب الجولة ورمي الهدف، وكان كل طرف في هذا الصراع الشديد المحتدم بينهما كما يقول اللواء المناضل علي بن علي الحيمي ( يعتقد اننا اصبحنا في الجيب ) (13) في إشارة إلى طلبة المدارس والكليات التي تشكلت عموما وطلبة الكلية الحربية خصوصا ، بل إن ثمة حقيقة لم يكن يدركها لا (البدر ) ولا عمه (الحسن ) وهي :-
▪️-ان هناك احزاب وتيارات سياسية ثورية جديدة قد اخذت تعرض نفسها على الساحة كحزب البعث العربي الاشتراكي -وحركة القوميين العرب و طلائع الماركسيين ، فرضت الظروف القاسية عليها التعاون والسير نحو الهدف الاكبر وهو القضاء على الحكم الامامي في الشمال والتخلص من الوجود الاستعماري في الجنوب ( 14)
ولهذا فإن الطلبة الذين تم اختيارهم للدراسة العسكرية في الكلية الحربية سواء من قبل الحسن وأنصاره او من قبل (البدر ) قد تشرب اكثرهم بافكار ومبادئ حزب البعث القومية التقدمية وغيرها من الافكار الوطنية والقومية (وكانو على قدر من الوعي الذي ساهم كثيرا في جعلهم يتجاوزون المفاهيم الضيقة ) والمشاكل الطائفية والعرقية ( عدنانية قحطانية ) الذي حاول بعض افراد الدفعة الاولى إثارتها وخصوصا بين طلبة الدفعة الثانية دفعة الشهيد علي عبد المغني التي كانت تضم خليط من الطلاب القحطانيين والهاشميين ، (وكان الشهيد محمد مطهر بطل الموقف في إخماد ومعالجة هذه النعرات والممارسات الخاطئة (15) واذابة كل الترسبات ، وتحطيم امال القوى (الحسنية ) المتزمتة ، والفئات المتعفنة الاخرى ، وجعل من الصعب عليها ممارسة أي نوع من التأثيرات السلبية الطائفية و السلالية والعرقية ، في اوساط شباب الكلية الحربية لخدمة اهدافها ، بل إن هؤلاء الطلبة العسكريين المؤدلجين والمحصنيين فكريا واخلاقيا وقيميا ، عملوا على استغلال أجواء
هذا الصراع المحموم بين البدر وعمه الحسن لصالح قضيتهم وقضية شعبهم ووطنهم والمتمثلة في قيام ثورة ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢ م والقضاء على النظام الامامي
▪️من امثلة التخلف
وفي مثال على نضج هؤلاء الطلبة العسكريين والثوار الاحرار ،وتخلف الإمامة وازلامها: يقول ا اللواء أحمد قرحش وهو احد الضباط الاحرار (أذكر أنه أقيمت أمسية في الكلية ،وجاء علي الفضيل وطرحت أفكار من قبله على أنه لا مانع من لبس الملابس العسكرية ،ولكن في أيام العطل والجمعة يستحسن لبس العمامة والجوخ تعبيرا عن الولاء للإ مامة ،الى ان بعض الطلاب ردوا عليه معترضين ومنهم محمد مطهر زيد بقوله له أن الولاء ليس مرتبطا باللبس وليس مقرا دينيا ،بل ان المفروض أن لا يفرض على المدارس المدنية ،في ضل الحياة الجديدة و الحديثة (موكدا بقوله ) لا اظظظن ان هناك مانع في اللبس (16).
وقد حاول علي الفضيل استقطاب الشهيد محمد مطهر وعدد من رفاقه إلى توجهه السياسي ولكنه رفض (17)
🔸 دوره في تاسيس
وقيادة تنظيم الضباط
كان الرفيق الشهيد محمد مطهر زيد ورفيقه الشهيد علي عبدالمغني هما الضابطان البارزان في تنظيم الضباط وكان لهما شرف السبق في تأسيس الخلايا الاولى لتنظيم الضباط الاحرار في صنعاء والتحرك معا لتأسيس فروعه في العديد من المحافظات وخصوصا محافظات تعز والحديدة وفقا للعديد من الشهادات والدراسات المنصفة حيث يقول الباحث عبد الكافي الرحبي ( ففي الوقت الذي كان الضباط الاحرار في صنعاء يناقشون تكوين تنظيم الضباط الاحرار ,كان الشهيدان البارزان في التنظيم وهما علي عبد المغني و محمد مطهر زيد اللذان كلفا للنزول إلى تعز بمهمة مزدوجة الاولى هي متابعة ترقية مجموع الدفعة ،والثانية كان الغرض منها هو تأطير مجموعة الضباط من زملائهم في إطار التنظيم المسمى ( بتنظيم الضباط الاحرار ). وكانت المهمة ناجحة إلى حد كبير فقد حققت هدفها السياسي العام وذلك بحنكة القائدين البارزين علي عبد المغني ومحمد مطهر زيد ، ابرز رجالات تنظيم الضباط الاحرار …في حين كان هولاء الضباط في تعز ، كانت قد عقدت عدة اجتماعات لتكوين تنظيم الضباط الاحرار في صنعاء في ظل الصراع المتفجر بين الحسنيين والبدريين بتهريب السلاح إلى منطقة المحابشة والأهنوم قيل انها مرسلة من الحسن من مكان إقامته في امريكا حينذاك …(18) في حين كان الشهيد ان علي عبدالمغني ورفيقه محمد مطهر زيد على رأس قيادة فرع التنظيم بمحافظة تعر الذي كانت مهمته الاعداد لتفجير الثورة في مدينة تعز عاصمة الدولة اثناء فترة حكم الامام احمد ، وللتنسيق مع كل القوى السياسيةوالشخصيات
السياسية والاجتماعية للمشاركة في تفجيرها إلا أن موت الامام أحمد متأثرا برصاصات الابطال اللقية والعلفي والهندوانة في مستشفى مدينة الحديدة أجل تفجير الثورة ونقل مركز قيامها الى صنعاء.
ومن هذا المنطلق كما يقول الدكتور عبد العزيز سلطان المعمري ( ونتيجة لمقارنتنا بين مختلف الشهادات والذكريات عن سبتمبر البداية والثورة استطيع القول ،ان البداية الفعلية لتشكيل الخلايا السرية للضباط الاحرار كانت بمدينة تعز في اواسط عام 1961م حيث إن الضباط الاحرار بصنعاء لم يبدأوا بتكوين اطارهم التنظيمي الا في أواخر شهر ديسمبر 1961م حيث جاء في وثيقتهم التاريخية ( اسرار ووثائق الثورة اليمنية ) (وفي ديسمبر 1961م وقع الاجتماع الحاسم في منزل الملازم عبد الله المؤيد
،وحضره الضباط التالية اسمائهم ،( اولهم الملازم عبد الكريم السكري وأخرهم الملازم حمود بيدر وعددهم (15) ضابطا ( انظر اسرار ووثاىق الثورة اليمنية ص -٥٣-٥٤ مصدر سابق ) دونما الإشارة إلى الملازم محمد مطهر كونه كما جاء في الوثيقة المذكورة ( بان الشهيد علي عبد المغني والشهيد محمد مطهر زيد كانا في تعز ( اسرار ..المصدر السابق ص٦٢) ( آنذاك مما دعاهم إلى استحسان ( بقائهما هناك لتكوين فرع التنظيم في تعز ( اسرار..المصدر السابق ٦٢) واضاف الدكتور المعمري بالقول ( وفي تقديري يحتوي هذا القرار اعترافا ضمنيا بدور سابق في هذا الإطار للشهيدين علي عبد المغني ومحمد مطهر، وبقدراتهم السياسية والتنظيمية في تشكيل فرع التنظيم المزمع انشاؤه (19)
▪️-عندما عاد الى صنعاء مع رفيقه الشهيد علي عبد المغني ( عين في الانتخابات الاستثنائة الثانية للجنة القيادية الذي عقدت في ٥ شوال ١٣٨١هجرية عام 1961م بناء على مقترح رفيقه الشهيد القائد علي عبدالمغني سكرتيرا للجنة القيادية يسجل محاضر الجلسات ويحتفظ بما ينبغي الاحتفاظ به (20).
وعندما كلف أعضاء القاعدة التأسيسية في صنعاء بتشكيل الخلايا الاساسية
تولى تشكيل ورئاسة خلية اساسية مكونة من الضباط التالية اسمائهم :
1-محمد الديلمي 2-احمد الناصر 3-احمد مطهر ( 21 )
*-
▪️-وفي الانتخاب الرابع للجنة القيادية للتنظيم الضباط الاحرار الذي عقدت في 5-ربيع الاول 1382هجرية انتخب الشهيد محمد مطهر عضوا في اللجنة القيادية : (22 ) وهي اللجنة التي قادت تفجير ثورة ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢م وبذلك يكون رئيسها الشهيد علي عبدالمغني هو قائد الثورة وأعضائها هم اعضاء قيادة الثورة.
🔸عشية الثورة قاد قوات المدفعية وقصف قصر الشائر
في ليلة قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة عام ١٩٦٢ وقيام النظام الجمهوري (تحرك الشهيد البطل
محمد مطهر زيد عضو اللجنة القيادية لتنظيم الضباط الاحرار ( على رأس قوة من المدفعية الميدانية تتكون من مدفعين ميدان ، ورابط في موقع بجوار مقبرة خزيمة شرقا ، مهمتها كما جاء في الوثيقة التاريخية للضباط الاحرار ( معاونة الدبابات في قصف دار البشائر ،وضرب أي تحرك مضاد من قبل الوحدات العسكرية المرابطة في الثكنات العسكرية (العرضي ) او (الدفعي ) ومعه رفاقه : الملازم الشهيد محمد الديلمي والملازم الشهيد يحي الفقيه والملازم يحي المتوكل والملازم محمد غالب الشامي والملازم محمد عشيش والملازم محمد حسن العمري والملازم محمد الثلايا والملازم احمد الوديدي والملازم صالح الذيب والملازم حسن عبد العزيز والملازم الشهيد قاسم الامير والملازم عبدالكريم الامير والملازم محمد السناني والمساعد الشتاقي ،ورئيس العرفاء احمد بن احمدالشعوبي ( راجع اسرار ووثائق الثورة اليمنية المصدر السابق ص 186-187)
وفي اللحظة التي بدأت معالم الهدف (قصر البشائر القصر الملكي ) تظهر ،وجه بطل الثورة الشهيد محمد مطهر هو ورفاقه الآحرار قذئف الحق إلى هدفها واستطاع بمهارته المتميزة أن يسكت مقاومة الحرس الملكي ويدمر الواجهة الجنوبية للقصر واحراقها وإجبار الامام مع حرسه على الهروب ، مما رجح كفة الثورة في المعركة .
*-وبعد أن انتهت المعركة بانتصار الثورة كما يقول اللواء صالح الاشول كلفت قيادة الثورة الشهيد محمد مطهر زيد بالتوجه على رأس مجموعة من الضباط والجنود لملاحقة الامام البدر والقبض عليه وإذا تعذر ذلك القضاء عليه
*-قاد هذا البطل السبتمبري العديد من الحملات العسكرية ضد القوى الملكية أبلى فيها بلا حسنا (23)
🔸-المناصب القيادية
1-عضو قيادة الثورة
عشية قيامها كما اسلفنا
2-في شهر نوفمبر 1962م عين عضوا في مكتب العمليات الحربية
3-في ابريل ١٩٦٣ عين عضوا في مجلس الرئاسة (24)
ثم عين عضوا في لجنة الشؤون الحربية بمجلس الرئاسة
4-عين في يناير ١٩٦٤ م عضوا في المكتب السياسي المكون من تسعة اعضاء برئاسة المشير السلال (25)
5- في عام 1964م عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة اليمنية (26)
🔸-استشهاده
ونظرا لمثاليته المفرطة مثله مثل رفيقه الشهيد علي عبدالمغني ، وعدم تركه لرفاقه يقاتلون في مختلف الجبهات أعداء الثورة والجمهورية وهو جالس يدير المعارك من مكتبه في صنعاء ،فقرر بعد فترة وجيزة من تعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش اليمني ، قرر أن يترك مكتبه في العاصمة صنعاء ،وان يذهب للميدان ليخوض المعارك مثله مثل رفاقه ،فتوجه إلى منطقة المحابشة ( لواء حجة) حيث كانت المواجهات مع القوى الملكية عنيفة ومكثفة ،لينال شرف الاستشهاد رحمة الله عليه واسكنه اعلى جنات الخلد دفاعا عن الثورة ونظامها الجمهوري بإيمان قوي لا يتزعزع في منطقة (الجما) مابين حرض ورازح في شهر يوليو 1964م ،وقد خسرت الثورة والجمهورية والوطن اليمني باستشهاده بطلا حقيقيا ونموذجا رفيعا في أخلاقه وصدقه وشجاعته ووفائه لمبادئه وقوة شكيمته وسمو نفسه ،رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته ( 27)
……………..
[ الهوامش
1- اللواء صالح الاشول كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية – وهو طبعة ثالثة منقحة وموسعة لكتاب اسرار ووثائق الثورة اليمنية – صادر عن مؤسسة العفيف الثقافية في ابريل ٢٠٠١م صفحة (302)
2– اللواء احمد قرحش مقابلة أجراها معه عبد الكافي الرحبي وعبد الباري طاهر -نشرت في الكتاب الثالث ( ثورة ٢٦ سبتمبر دراسات وشهادات للتاريخ – إعداد وتوثيق مركز الدراسات والبحوث اليمني صنعاء- الطبعة الأولى ١٤١٤هجرية ١٩٩٣م صفحة (341 ) 3- اللواء صالح الاشول كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية – م صدر سابق صفحة (302)
4– اللواء احمد قرحش مقابلة أجراها معه عبد الكافي الرحبي وعبد الباري طاهر -مصدر سابق صفحة (342)
5 -(التلاحم الثوري بين الإذاعة وتنظيم الضباط
بقلم :عبد الوهاب ناصر جحاف -,ثورة ٢٦سبتمبر دراسات وشهادات للتاريخ -الكتاب الثالث -اعداد مركز الدراسات والبحوث اليمني -صنعاء الطبعة الاولى ١٤١٤هحرية -١٩٩٣م ص(١٠٥ )
6– اللواء احمد قرحش مقابلة أجراها معه عبد الكافي الرحبي وعبد الباري طاهر -مصدر سابق صفحة (342)
7- اسرار ووثائق الثورة اليمنية -اعداد لجنة من تنظيم الضباط الاحرار مكونة من :-
1-مقدم احمد الرحمومي 2 -مقدم محمد الخاوي 3-مقدم صالح الاشول 4-مقدم -عبد الله صبره-5 مقدم ناجي علي الاشول6 -مقدم عبدالله محسن المؤيد -صادر عن دار العروبة- بيروت -دارالكلمة -صنعاء في ١-٦-١٩٧٨م صفحة (100+101)
8-اسرار و ثاىق الثورة اليمنية مصدر سابق ص 100
9–عبد الكافي الرحبي – من تاريخ النضال الوطني ثورة ٢٦ سبتمبر دراسات وشهادات للتاريخ الكتاب الثالث اعداد وتوثيق مركز الدراسات والبحوث اليمني -صنعاء -الطبعة الاولى 1414هجرية -1993م صفحة74
10-اللواء عبد الوارث سعيد عبد المغني -قصة بطل على طريق ثورة سبتمبر الخالدة -الشهيد علي عبد المغني -الطبعة الاولى 1406هجرية الموافق-1986م-دار الفكر اللطباعة والتوزيع والنشر -دمشف -سورية صفحة 73+74
11-قصة بطل المصدر السابق ص 74+75
12-_ اللواء صالح الاشول كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية – م صدر سابق صفحة (302)
13-اللواء علي بن علي الحيمي -ثورة 26سبتمبر /دراسات وشهادات للتاريخ -الكتاب الثاني -اعداد مركز الدراسات والبحوث اليمني صنعاء الطبعة الاولى 1987م صفحة(٤٠٨)
14-اسرارووثائق الثورة اليمنية لمصدر السابق صفحة (-101)
15– اللواء احمد قرحش مقابلة أجراها معه عبد الكافي الرحبي وعبد الباري طاهر -مصدر سابق صفحة ( 336)
16اللواء احمد قرحش المصدر السابق ص 335
17- ( راجع عبد الوهاب جحاف – التلاحم الثوري بين الإذاعة وتنظيم الضباط – ثورة ٢٦ سبتمبر دراسات وشهادات الكتاب الثالث المصدرالسابق ص ٩٩)
18-عبد الكافي الرحبي -من تاريخ النضال الوطني -المصدر السابق صفحة 77
19 -مستوى توثيق ثورة ٢٦سبتمبر ..ومراحل التطورات السياسية في الجمهورية العربية اليمنية -سابقا – د سلطان عبد العزيز المعمري الكتاب الثالث ثورة ٢٦ سبتمبر دراسات وشهادات ..المصدر سابق ) صفحات 34-35
20-اسرار ووثائق الثورة اليمنية لمصدر السابق صفحات 71
21-اسرار ووثاىق الثورة اليمنية المصدر السابق ص
22-المصدر السابق ص 110
23-_ اللواء صالح الاشول كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية – م صدر سابق صفحة (303)
24-المصدر السابق ص303+صفحة 96 من
اللكتاب الرابع -من ارشيف صحيفة الرأي العام اليمنية -ابرز الاحداث اليمنية في ربع قرن من سبتمبر 1962 إلى سبتمبر 1986م
25-الكتاب الرابع من ارشيف صحيفة الراي العام المصدر السابق ص103
27-_ اللواء صالح الاشول كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية – م صدر سابق صفحة (303)
28-المصدر السابق ص