ثقافة حزبية

خالدون في سبيل البعث.. من سجل النضال القومي المجيد… مسيرة الشهيد الرفيق علئ عبد المغني.. قائد تنظيم الضباط الأحرار

البعث /خاص

بقلم .. يحي محمد سيف
حزب البعثُ العربي الاشتراكي هو حزبٌ قوميٌّ وُلِدَ من رحم معاناة الامة من أجل تحقيق وحدتها وحريتها ونهضتها، لتمارس دورها الحضاري بين الأمم بما يَليق بمكانَتِها الكبيرة وإمكاناتها الهائِلة وتأريخها المجيد. وهو فِكرٌ رَصينٌ وراسخٌ، ونَهجٌ ناضجٌ ومُتقدمٌ ينير درب مناضليه وجماهيرَه في كفاحهم لتحقيق أهدافه الاستراتيجية الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية. وحزبٌ هكذا هي أهدافه، قومية تقدمية انسانية، لا ينهض برسالَتِه الحضارية العِملاقة في بعث أمة بكاملها، الاّ نوعية خاصة من أبناء الأمة المناضلين في صفوفِه، من الذين آمنوا بحقِّ أمتهم في النهضة والتقدُّم لتحتَّل مكانتها الكبرى بين الامم، فوهبوا حياتهم لتحقيق رسالته، خائضين في سبيل ذلك نضالاً ضروساً وتضحيات جسام لتأصيل الأهداف النبيلة للبعث، وقيمه ومبادئه السامية. انَّهم صُنَّاع الحياة ومستقبل الامة، ورجال العطاء والفداء من أجل تحقيق وحدة أمتهم العربية المجيدة. هكذا هُم مناضلو البعث على امتداد وطنهم العربي الكبير من المحيط الى الخليج.
يسعى هذا الباب الى القاء الضوء على محطات من السجلّ الخالد لمناضلي البعث في الوطن العربي، الذين شكَّلوا رايات عالية ستبقى تنير درب أجيال وأجيال من ابناء الامة في نزوعها نحو الوحدة والحرية والتقدم. ومن تلك الرايات الرفيق الشهيد علي عبد المغني من اليمن.

الشهيد علي عبد المغني
بطل وقائد ثورة ٢٦ سبتمبر اليمنية
(القصة الكاملة لحياته ونضاله)

ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺍﺕ الشخصية و ﺍﻟﻘﻴﺎﺩية

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ رحمة الله عليه ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎت ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺍﺕ الشخصية والقيادية ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺨﻼﻗة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍلتي ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺤﺐ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻫﻠﻪ ﻭﺍﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭﺍﺳﺎﺗﺬﺗﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ، ﻭﻣﻜﻨﺘﻪ من اﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎﻻ يقتدى ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ، ﻭﺍﻫﻠﺘﻪ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﻣﺆﺛﺮﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﺤﺘﻞ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺑﺎﺭﺯا ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﺍﻫﻢ ﻭﺍﺑﺮﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺕ المتفردة ﺑﺎلآﺗﻲ:
ﺳﺠﺎﻳﺎﻩ : ﻫﻲ ﺳﺠﺎﻳﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ يمنية أﺻﻴلة ﻗﻀﻴﺘﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺨﺼﻴة ﺑﻞ هي ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺐ ﻭﻭﻃﻦ ﻭﺍمة ﺗﺎﺑﻰ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺨﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺒﺎﺩ والاستبداد ﻭﺍﻟﻬﻴﻤنة، وتعشق ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺤﺮية ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻟحرة. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺎﺕ الاستقامة ﻭﺍﻻﺩﺏ ﻭالنزﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ومثلما كان يحرص على نظافة فكره ، كان يحرص على نظافة جسمه وملابسه .ﻛﺎنت ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺑﺎﻻﺧﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﺭﺑﻬﻢ الثقافية والسياسية و ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻛﺎنت علاﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻧﺎﻗﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻗﻴﻤﻲ ﻣﺒﺪﺋﻲ. ولم تكن لاهداف شخصية بل ﺳﺨﺮﻫﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ- ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ- ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭية. ﻛﺎﻥ يحب ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﺑﻨﻬﻢ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ما يقراه ﺑﻔﻜﺮ ﻭﻣﻌﺮﻓﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻟية ﻫﺬﺑﺘﻪ ﻭﻋﻤﻘﺖ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻨظﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻣﺰﺍﻳﺎﻩ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻃﺒﻌﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ، ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻭﺭ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﺮأﻳﻪ.

تأثير الانتفاضات الوطنية
كان لاحداث (ثورة ١٩٤٨م) التي اقامها الرعيل الاول من الاحرار اليمنيين والتي عبر عنها (الميثاق المقدس ) والتي اودت بحياة الامام يحي واعلنت قيام الدولة الدستورية وحكم الشورى تأثير كبير على الرفيق علي عبد المغني، وخاصة معايشته لأجوائها ومعرفته الشخصية ببعض رموزها، وصدمته كغيره من ابناء اليمن لفشلها بعد اسابيع من قيامها، وماتمخض عن فشلها من مجازر وحشية يندى لها جبين التاريخ لقادة الثورة من احرار اليمن ورجالاتها وعلمائها ورموزها الوطنية الذي نصبت لهم السلطة الامامية وطغاتها المشانق ، وطال سيف الجلاد (٢٩) رجلا من خيرة مناضلي الحركة الوطنية اليمنية ، ومن ضمنهم القاضي العلامة حسين الكبسي.

تأثير حركة التحرر العربي والعالمي
كما تزامن تفتح وعيه السياسي مع اندلاع الثورات التحررية فوق خريطة ذلك العصر على امتداد خطي الطول والعرض، والتي تهيب كلها بالإنسان الحر داخل ارضه، وفي خارجها على السواء ان يناضل من اجل شرف حريته، وكرامته ووجوده وإنسانية مصيره، وان يثور ضد الظلم والطغيان، فكان من الطبيعي ان يتفاعل الشهيد علي عبد المغني هو ورفاقه المناضلين الاطهار تفاعلا حيا مع هذا الزخم الثوري على الصعيد العربي والعالمي ، ويتأثرون بهذه العوامل في مسيرة بحثهم عن الجمهورية لبلادهم، والوحدة العربية لامتهم وعن الحرية و الكرامة لكل الناس.

هويته ﺍﻟﺴﻴﺎسية ومستهل نشاطه التنظيمي
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍلبحث ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ والحزبية للشهيد علي ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭالآراء الواردة في كل ما ﻛﺘﺐ ﻭﻭﺛﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻧﻀﺎﻝ الشهيد ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﻪ توصلنا إلى النتيجة التالية: اﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ بدأ حياته السياسية ﻣﺘﺎﺛﺮﺍ ﺑﺎﻟﻣﻌﻄﻴﺎﺕ الثورية ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وباهداف حزب البعث العربي الاشتراكي المتمثلة في الوحدة والحرية والاشتراكية وبشعار البعث الشهير – امة عربية واحده ذات رسالة خالدة ، الذي الهم جيلا من الشباب الحالمين بوحدة امتهم العربية من المحيط الى الخليج ، وخلق المد القومي والزخم الثوري الحماسي الذي الهب وجدان الامة العربية. وكانوا يحملون مشروع امة غيبت في دهاليز وعتمة التاريخ. اولئك الفتية تبنوا الصحوة للامة ونشروا افكارهم ورؤاهم وصاغوها في نظرية فكرية تعمقت في وجدان الشباب و اسهمت بشكل فعال في خلق حركة المد القومي الوحدوي التقدمي الذي تاسس في السابع من نيسان عام ١٩٤٧ في العاصمة العربية السورية دمشق حاملا لواء المشروع الحضاري النهضوي للامة العربية. وتاسست له فروع في مختلف الاقطار العربية ومنها قطر اليمن الذي تؤكد الحقائق التاريخية بانه تاسس في اليمن كتنظيم حلقي عام ١٩٤٨م في مدينة تريم بمحافظة حضرموت. وانتشر بشكل سري في مختلف المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا ولم يتم الاشهار عن نشاطه بشكل علني الا في عام ١٩٥٦م. ﻭﺍن الشهيد علي عبد المغني انتمى في منتصف ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ من القرن ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ لحزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة صنعاء التي تشير اغلب المعلومات بان الاستاذ المحامي صالح عبدالله الحبشي هو المؤسس له في شمال الوطن اليمني، واصبح الشهيد ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﻓﻜﺮﺍ وتنظيما بحزب البعث الذي يفيد رفاقه من ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍر ﻓﻲ ﻭﺛﻴﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ (ﺍﺳﺮﺍﺭ ﻭﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ) إنه كان يشكل ﺍﻛﺜﺮﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ وﺍﻗﺪﻣﻬﺎ.
ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺒِﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﻄﺸﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ لذا اﻧﺨﺮﻁ معه ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ . ولكون أفكاره ومبادئه ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺣﻼﻡ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﻭﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﺮﺟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻭﻧﻀﺎﻝ بحيث ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻨﻔﺼﻢ ﻋﻦ ﻣﺎﺿﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻭﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ﺍﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺒﺪﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻻﻧﺒﻌﺎﺙ ﻭاﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
كما كان لإﻧﺘﻤﺎءﺍﺕ اﻠﻄﻼﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ الدارسين في الأقطار العربية لحزب البعث وبالاخص الدارسين ﻓﻲ جمهورية مصر العربية، تأثيرا واضح على جعل زملائهم الطلاب اليمنيين ﻓﻲ الداخل يقتدون بهم وينتمون لحزب البعث. كما كان لوحدة مصر وسوريا اثر كبير على مستوى الوعي القومي ، ليس في اليمن وحدها بل في كل الاقطار العربية. ولقد عكس نفسه على الواقع العربي كله ، وكان لحزب اﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ بدور ﺑﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﺗﺎﺛﻴﺮ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻜﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﺍلصدد يقول الباحث و الزعيم الطلابي ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﺴﻘﺎﻑ: ( اﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﻓﺎﻥ ﻣﺎﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻈﻡ ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻧﺎﺻﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮﻋﻴﺴﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﻒ ﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻣﺘﺎﺧﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻛﺰﻋﺎﻣﺎﺕ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻧﺎﺻﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻏﺰﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺧﻼﻳﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺳﺮﻳﺔ وعلنية.
و ﺑﻔﻌﻞﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ فاﻥ ﻋﺪﺩﺍﻟﻄﻼﺏ البعثيين ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﻮﻗﻮﻥ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ الاﻻﻑ ﻣﻮﺯﻋﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ وﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ مدن ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ وﻃﻨﻄﺎ وﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ وﺑﻨﻲ ﺳﻮﻳﻒ وﺣﻠﻮﺍﻥ ﻭﺍﻧﺸﺄوا ﺭاﺑﻄﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ 29ﻣﺎﺭﺱ ١٩٥٦ ﻡ . ﻭاﻛﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻣﻜﻮﻥ ﺭﺋيسي ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺩﻭﺭﻩ .

ﺍﻟﻮثيقة اﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻈﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ(ﺍﺳﺮﺍﺭﻭﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ) من جهتها توكد ان توغل ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻜﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻥ ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﻣﺒﺎﺩﻱ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﺭاﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﺍﺓ ﻣﻨﺘﻤﻴﺔ ﻭﻣﺘﻄﻠﻌﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎء ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﺑﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻫﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ وهذا لايبرهن ﻋﻠﻰ ﺍلهوية ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ للشهيد علي عبد المغني بقدر مايبرهن على الهوية السياسية البعثية ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻬﻴﺪ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﺍلبعثيون ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﺮﻳﺔ ﻭالمدارس ﺍﻻﺧﺮﻱ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺗﺎﺳﻴﺴﻪ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮﺍﻟﺬﻱ ﺳﻮﻑ ﻧﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻴﻪ ﻻﺣﻘﺎ.
ﻭﺗﺎﻛﻴﺪﺍ ﻟﻤﺎ ﺳﻠﻒ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ / ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﻟﺒﻌﺚ/ ﻭﻫﻮﻛﺘﺎﺏ ﻭﺛﺎﺋﻘﻲ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻥ القرن ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻟﺒﻼﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ. ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻓﻌﺍﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ 26ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ- ﺍﻳﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ1962ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻬﺖ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﺑﺮﺯ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ﺍﻭﻝ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ. ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻮﺍﻟﺒﻌﺜﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ. وهناك العديد من الشهادات والوثائق التاريخية التي توكد الهوية السياسية للشهيد ولتنظيم الضباط الاحرار سنوردها في سياق حديثنا عن تأسيس التنظيم لاحقا.

قفزة نوعية
ﻭﻛﺎﻥ للإﻧﺘﻤﺎء ﺍﻟﺤزﺑﻲ للشهيد علي عبد المغني ﺩﻭﺭ ﺍﺳﺎﺳي ﻓﻲ صقل ﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﻔﺰ ﻗﻔﺰﺓ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ بالمثقفين ﻭﺍﻟﺸﺮاﺋﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻀﻮﺭ ﻣﺒﺪﺋﻲ ﻣﺜﻤﺮ . ﻛﻤﺎ ﻭﺳﻌﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺧﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻘﺖ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﻭﻃﺒﻌﺖ ﺣﻴﺎته ﺑﺬﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﺑﺮﺯﺕ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍلتي ﺑﺪأﺖ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻴﺎ.

ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ
ﺑﺪأ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻭﺑﺎﻻﺧﺺ ﻓﻲ ﺍﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻗﺪ ﺑﺮز ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎء البعثيين ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰين وﻣﻦ ﺍﻫﻡ ﻗﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ للحزب. ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻭﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟتي ﻋﺮﻓﺖ [باﻻﻛﻮﺍﺥ] من ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬين ﺗﻢ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻋﺪﺍﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ /ﻻﺋﺤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ/ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺷؤوﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﻣﺠﻤﻞ ﻧشاﻃﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺧﺮﻯ. ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻈﻞ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﻳﺜﻖ ﺑﻬﻢ ﻤﻥ ﺯﻣﻼﺋﻪ اي ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻮﺍء ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ. ﻭﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺑﺪﺍﺕ (ﺍﻻﻛﻮﺍﺥ) ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺧﺮ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ الاﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﻟﻜﻞ حلقة /ﻛﻮﺥ/ ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺘﺔ ﺍﺷﺨﺎﺹ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻲ ﻛﻞ ﻛﻮﺥ كما يقول اللواء سعيد عبد الوارث عبد المغني ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺆﺳﺴﻪ ﺍﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻪ.

طرق وأساليب الكسب الحزبي
كان الشهيد علي عبد المغني يتخذ من مجمل الفعاليات والانشطة الثقافية والفنية التي كان يقوم بها هو ورفاقه وبقية المناضلين الأخرين الى جانب الهدف الرئيسي لمتمثل في عملية التثقيف والتوعية، وتجسيد وحدة النضال اليمني ، وخلق البيئة الملا ئمة للثورة و للتغيير والقضاء على الإمامة والاستعمار. ومن فعاليات النادي الرياضي الذي كان للشهيد ورفاقه دور اساسي في انشائه في ساحة المدرسة الثانوية كغطاء واجهي لنشاطهم الحزبي وغيرها من اماكن التجمعات الاخرى التي كانت تقام في العديد من بيوت الرفاق البعثيين في امانة العاصمة ومن الدروس الخصوصية المجانية التي يعطونها، وسيلة لمد جسور التواصل مع الشباب وغيرهم و التبشير باقكارالحزب وقناعاته الهادفة الى تخليص اليمن من نير الإمامة والاستعمار باسلوب ذكي، وبطريقة رصينة، والتعرف عن قرب على الشخصيات المتحمسة للتغيير، وممن يتوسم فيهم روح الثورة، والاستعداد للنضال في صفوف الحزب. فيعمل على تأشيرهم ، ومن ثم القيام هو باستقطابهم للحزب اوتكليف احد رفاقه للقيام بعملية استقطابهم ، يساعده في ذلك اسلوبه المحبب في الطرح والاقناع، والقدرة على معرفة اتجاهات الآخرين، وبهذا تمكن من استقطاب الكثير من العناصر الوطنية إلى صفوف البعث من مختلف الاوساط والشرائح الاجتماعية.

ﺍﻭﻝ ﻣﻈﺎﻫﺭة ﻭاﻋﺘﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ- ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ- ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ- الصهيوني ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑة (ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ) ﻋﺎﻡ1956 قاد ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ الدعوة والتهيئة لمظاهرات كبيرة ﻣﺆﻳﺪﺓ ﻟلشعب العربي في ﻣﺼﺮ ﻭدﻋﻮﺓ السلطة الامامية اليمنية ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﻣﺼﺮ .ﻓﺨﺮﺟﻮا ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﺍﺷﺘﺮﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ كل ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﺠﺎﺑﺖ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ و ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎء ﻭﺃﻧﻀﻢ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺩﺓ ﺑالاﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻋﻮﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻣﺮت هذه ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺑﻤﻘﺮﺍﺕ السفارات ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺭﻣﺖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ الغاضبة ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻧﻮﺍﻓﺬﻫﺎ ﺛﻢ ﺗﺠﻤﻬﺮﺕ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﺣﺎﻟﻴﺎ، ﺍﻣﺎﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺟﻤﺎﻝ ﺟﻤﻴﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺨﻄﺐ اﻟﻤﺆﻳﺪﺓ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ الصهيوني -ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ – ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﻘﺮ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﺫﺍﻋﺔ ﺻﻨﻌﺎء.
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻭﻻﺿﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭاﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺗﻐﻤﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻳﺮﻓﺾ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻱ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮين ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺡ ﻣﻨﻬﻢ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻃﺎﻫﺮ، ﺍﺣﺪ ﺍﻫﻢ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻧﺸأة ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍلحركة ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻠﻬﺎ . ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﺍﻳﻀﺎ ﺗﺒﺪﻻ ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﺪﺍﻓﻊ للانشطة ﻫﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻭﺍﻻﻋﺪﺍﺩ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻭﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳياسي ﻭﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ حتى إن يتاﺳﻴﺲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻈﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ،ومهدت الى ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻈﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ ﻭﻓﻲ ﺍﺟﻨﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ وﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ الايجابية ﻓﻲ ﺗﻔﺠﻴﺮﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.

أجنحة الحزب الثلاثة
كان ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻋﺒﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﺟﻨﺤﺔ بسرية ﻣﻄﻠﻘﺔ وهي ﺟﻨﺎﺡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺪﻧﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻻﺩﺑﺎء ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭاﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ والفنية وبالاخص ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﺍﻻﻣﺎﻛﻦ الحساسة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺟﻨﺎﺡ ﻣﺪﻧﻲ ﻗﺒﻠﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﻭﺍﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﻳﻦ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭﻭﺟﻨﺎﺡ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺖ ﺍن ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻮﻥ كانوا يشكلون الغالبية العظمى في الهيئة القيادية واللجنة التاسيسية واللجان الفرعية للتنظيم . ومجمل القول هنا ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻫﻤﺰﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻫﺬﻩ اللجنحة ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆوﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ.

دوره في تأسيس تنظيم الضباط الاحرار
ساهم الرفيق علي عبد المغني بتشكيل تنظيم الضباط الاحرار سواء فيما يتعلق بالهيكلية والضوابط التنظيمية اوباهداف التنظيم وكل الوسائل التي تمكنه هو ورفاقه من القيام بهذه المهمة. ومن يقرأ بتعمق ويقارن بين الآراء والشهادات الواردة فيما كتب ووثق حتى اليوم عن ثورة ٢٦سبتمبر يستطيع من محتوياتها معرفة وتحديد مكانة ودور الشهيد علي عبد المغني فيها، وفي وضع اللبنات الاولى لخلايا تنظيم الضباط وبناء التنظيم لاحقا، وفي قيادة الانشطة السياسية، والتنظيمية، والعسكرية، من اجل اسقاط الحكم الملكي وإيجاد البديل الوطني – الثوري في البلاد ومن هذا المنطلق نستطيع القول وعلى ضوء المعطيات القتالية ، ان الشهيد علي عبد المغني ، كان هو المتبني والداعية الاول لتكوين تنظيم الضباط الاحرار، ومن هذه المعطيات:

  • أن (تنظيم الضباط الاحرار) تم تأسيسه رسميا في ديسمبر عام ١٩٦١م بصنعاء على النحو الذي جاء في وثيقتهم التاريخية (اسرار ووثائق الثورة اليمنية ) في الاجتماع الحاسم الذي عقد في منزل الملازم عبد الله المؤيد حيث تلاها عقد ثلاثة اجتماعات متتالية واستغرق كل اجتماع مايقرب من ست ساعات متواصلة تمخض عنها اتفاق الجميع على أن تكلف اللجنة القيادية المنتخبة من قبل القاعدة التأسيسية المشكلة في اجتماع الضباط الاحرار (ديسمبر ١٩٦١م) بوضع الصيغة النهائية لكل هذه التصورات في شكل أهداف للتنظيم المزمع قيامه . وكان زملاء (رفاق) الشهيد في صنعاء حتى الايام الاولى من عام ٦١م عبارة عن مجموعة ضباط يشكلون وضعا تنظيميا سريا واحدا هو ما عرف بالقاعدة التاسيسية التي انتخبت اللجنة القيادية من خمسة اعضاء ، اقرت بتكليف احد اعضاء القاعدة التاسيسية بمهمة الإعداد لتشكيل خلايا أساسية ، وقيام الخلايا الاساسية بتشكيل خلايا فرعية. ومن الوثائق يبدو ان الاجتماع لم يكن الأول فقد سبقته، اجتماعات تمهيدية على مختلف المستويات اومن مختلف الدفعات من ضباط الجيش والامن، وفي هذه الاجتماعات وضعت اللمسات الأولى للتصورات والطموحات التي يريد التنظيم ان يحققها على كافة المستويات. وتوضح المصادر طبيعة العلاقة التي كانت بين ضباط تعز وصنعاء، وبانهم كانو كلا واحد، بدونما فرق، ولذلك بمجرد ما اجتمع المؤسسون للتنظيم في صنعاء اتخذوا قرارهم الضمني بان يقوم زميلاهم علي عبد المغني ، ومحمد مطهر بتشكيل فرعهم الآخر المكمل في تعز.
  • واوضحت المصادر العلاقة بين ضباط تعز، الذين شكلوا مؤخرا فرع التنظيم ، وغيرهم من القوى السياسية النشطة حينذاك هناك ، والتي كانت توليهم أهمية خاصة باعتبارهم كانو يشكلون من وجهة نظر هذه القوى الامل الوحيد في التغيير ، ولعل مرد ذلك أن التخطيط كان يجري حينئذ، ان يتولى ضباط تعز مهمة التخطيط والإعداد لقيام الثوره في ٢٣يوليو حيث كان هناك نشاط مكثف يقوم به الرفيق علي عبد المغني ورفاقه الضباط في تعز، مع مختلف القوى السياسية الاخرى ووجود مخطط كامل لقيام الثورة كان اعده علي عبد المغني ورفاقه وبقيت تلك القوى السياسية تنتظر تنفيذه، لكن وفاة (الامام احمد ) غيرت الامور وتوقفت خطة قيام الثورة على النظام الامامي في تعز الذي كان يتخذها الامام احمد عاصمة لحكمه واوجبت انتقال مركز الإعداد والتنفيذ إلى صنعاء. شهادات منصفة
  • يقول اللواء المناضل ‘ علي بن علي الحيمي وهو احد اعضاء الخلايا الاساسية لتنظيم الضباط الاحرار وقائد قوات الاقتحام لقصر الشكر (القصر الجمهوري حاليا) عشية قيام ثورة ٢٦سبتمبر في شهادته عن دور رفيقه الشهيد البطل علي عبد المغني في تأسيس التنظيم السري : (أنه لولا قوة شخصيته التي اجتمعت فيها كل عناصر ومقومات رجل القيادة الثورية، وعشقه للثورة نفسها، وثوريته الناضجة المتجذرة لما تحقق لتنظيم الضباط الاحرار حدث تكوينه، واستمرار مواصلة دوره الوطني النضالي وحتى نجاحه في عملية قيام الثورة من خلال تحركاته، واتصالاته اليومية الدورية والطارئة ) موكداً (أنه كان يقوم بالتخطيط وبتنظيم وتشكيل الخلايا السرية في إطارتنظيم الضباط الاحرار ويرأس اجتماعاتها الدورية، والاستثنائة ، بحكم اقدميته، ونضج وعيه، وتوهج فكره، وتوقد ثوريته، ووطنيته، ورسوخ إيمانه بحتمية التغيير والقضاء على الحكم الرجعي، واجتثاث جذور حلفائه التقليديين من رجعيين واستعماريين، والقيام بالاتصالات والانتقال بين (صنعاء – تعز – الحديدة – اب – ذمار ) وغيرها بهدف تشكيل خلايا التنظيم السري ومتابعة اجتماعاتها وكل المستجدات التي تحدث.
  • وفي سياق شهاداتهما التاريخية عن اسبقية الشهيد المناضل علي عبد المغني في تأسيس الخلايا السرية لتنظيم الضباط الاحرار، يؤكد المناضلان وعضوا تنظيم الضباط الاحرار اللواء علي عنقاد واللواء محسن جياش بقولهما (في المرحلة الأولى بدأ بتنظيم الخلايا السرية في كل من تعز، والحديدة، وصنغاء، وعندما تم انشاء التنظيم عهد للشهيد علي عبد المغني ومحمد مطهر زيد ان ينشئأ تنظيما مرتبط بتنظيم صنعاء على اساس أن ينجز تنظيم تعز الثورة موضحا أن الشهيد علي عبد المغني كان على راس قيادة الفرع يقود الاتصالات وينظم التنسيقات مع الثوار هناك، وعلى راسهم القاضي عبد الرحمن الارياني، وعبد الغني مطهر، للاعداد والتهيئة للثورة كونه يحظى بثقة معظم الضباط الذين يتولون فعلا المواقع القيادية في الجيش سواء في صنعاء اوفي تعز .
  • اللواء المناضل احمد قرحش احد اعضاء الخلايا الفرعية لتنظيم الضباط الاحرار يؤكد في شهادته التاريخية على الحقيقة التالية بقوله ( التنظيم في بداية الامر فكر فيه مجموعة من الاشخاص منهم محمد مطهر بالدرجة الاولى وعلي عبد المغني).
  • اللواء المناضل حسين شرف عضو تنظيم الضباط الاحرار وفي سياق إجابته على السؤال التالي (هل أنصف الكتاب والمؤرخون الشهيد علي عبد المغني الذي يجمع كل المناضلين ممن لايزالون على قيد الحياة أنه كان الداينمو المحرك لتنظيم الضباط الاحرار ولثورة ٢٦سبتمبر) ؟ يقول :(الحقيقة لن يستطيعوا انصافه ولو كتبوا لان دوره كان كبير جدا. دورا ليس بسيطا ولاهينا فهو اول من فكر بإقامة ثورة فخطط لها مسبقا وبدا اولى خطواتها بإقناع الفصائل الوطنية في الاجتماع على كلمة واحدة وعمل على تاسيس تنظيم الضباط الاحرار .
  • الدكتور سعيد حميد الغليسي استاذ التاريخ المساعد بجامعة صنعاء ،في رسالته التي نال بموجبها شهادة الدكتوراه حول (ثورة ٢٦سبتمبر اليمنية) يقول (ان الشهيد علي عبد المغني هو اول من فكر في التنظيم العسكري الثوري – تنظيم الضباط الاحرار – حيث بدأ الملازم علي عبد المغني بإقناع نفر قليل من رفاقه العسكريين المعتنقين للفكر التحرري بالفكرة وعمل على مساعدتهم في استقطاب الضباط الوطنيين الصغار ومن ثم تاسيس تنظيم عسكري سري عرف بتنظيم الضباط الاحرار في بداية النصف الثاني من العام ١٩٦١م وكانت قيادته في معظمها بعثية) …مؤكدا بقوله (لقد تولى قادة التنظيم بزعامة علي عبد المغني عملية الإعداد للثورة بسرية تامة) .
  • الاستاذ الصحفي محمد قائد العزيزي في ختام الاستطلاع الذي اعده بمناسبة العيد ال٤٨ لثورة ٢٦سبتمبر ونشره في صحيفة الميثاق يؤكد: (ان الشهيد علي عبد المغني وبحسب المصادر والدراسات والشهادات التي حصل عليها كان القائد الفعلي والمحرك لثورة ٢٦سبتمبر مع بقية افراد تنظيم الضباط الا حرار، وبانه استطاع من خلال حماسه وحنكته وذكائه وقيادته الفذه من استقطاب عدد من الضباط الشباب ،وبعض الشخصيات من الضباط الكبار والمدنيين لتكوين التنظيم والبدء بالتفكير بتفجير الثورة التي تكللت بالنجاح وقدم روحه الطاهرة فداء لهذا الوطن ولحريته وتقدمه وازدهاره .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!