عربي

وصول الاسراء الفلسطينيين…. لحظات تاريخية.. دموع الفرح تعانق سماء الحرية بعد طول غياب”

البعث نيوز _ خاص

في مشاهد تخطف الأنفاس وترسم معاني الصمود الإنساني، شهدت الساعات الماضية لحظات تاريخية يعجز اللسان عن وصفها، حيث عانقت دموع الفرح وجوه آلاف الفلسطينيين وهم يستقبلون أبناءهم وأحباءهم من الأسرى المحررين في صفقة تبادل جديدة.

وسط مشاعر مختلطة بين الألم والأمل، عاد المئات إلى أحضان عائلاتهم بعد سنوات طويلة قضوها خلف قضبان السجون الصهيونيه الإسرائيلية.

في ساحة متحف الجندي المجهول بغزة:
امتزجت الزغاريد بدعوات “الله أكبر” بينما كانت الحشود تنتظر بفارغ الصبر وصول الحافلات
فيما رفع الأهالي صور أبنائهم الأسرى وسط هتافات “بالروح بالدم نفديك يا أسير”
و انهمرت الدموع عند اللحظات الأولى للقاء، حيث تهافت الأطفال على آبائهم الذين غابوا عن طفولتهم

وفي كلمة لأم محمد (75 عاماً) الذي تنتظر ابنها منذ 28 عاماًقالت
“كنت أتساءل إذا كنت سأراه مرة أخرى قبل أن أموت..الحمد لله الذي أبقاني لأشم رائحته وأسمع صوته”.. بهذه الكلمات عبرت الحاجة أم محمد عن مشاعرها وهي تحتضن ابنها لأول مرة منذ اعتقاله عام 1996.

وتحدث الأسير المحرر خالد النجار (قضى 32 عاماً في السجن):
“لم أكن أعرف أحفادي إلا من خلال الصور..اليوم أعانقهم حقيقة”.. يروي الأسير المحرر كيف دخل السجن وابنه الرضيع عمر، ليجده اليوم رجلاً متزوجاً وأباً لثلاثة أطفال.

قالت الأسيرة المحررة فاطمة الزهار (قضت 18 عاماً):
“الحرية طعم لا يشبه أي شيء آخر..سنوات السجن كانت قصاصاً غير مبرر، لكن إيماننا بعدالة قضيتنا هو ما منحنا القوة”

وفي تصريح لناشط الحقوقي محسن أبو رميلة:
“هذه اللحظات تذكر العالم بأن وراء كل احصائيه هناك إنسان له عائلة وحلم في حياة كريمة”

“وتبادل الأسرى ليس مجرد أرقام،إنه إعادة كتابة لسير حياة وإعادة لم شمل عائلات مزقتها سنوات الاحتلال”

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أكثر من 5000 أسير
وبعض الأسرى المحررين قضوا أكثر من 30 عاماً في السجن
و تتعرض السجون الصهيونيه الإسرائيلية لانتقادات دولية لظروف الاحتجاز وسياسة الاعتقال الإداري الصهيوني

في الوقت الذي تملأ فيه الفرحة قلوب العائلات المحررة، تبقى ذاكرة الأمة تحمل أسماء آلاف الأسرى الذين ما زالوا ينتظرون دورهم للعودة إلى ديارهم. هذه المشاهد تذكرنا أن قضية الأسرى ليست مجرد ملف سياسي، بل هي قصة إنسانية تستحق أن تروى وتُسمع للعالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!