مقالات

التفريط بفلسطين هو تفريط بالعروبة ذاتها

البعث نيوز ـ بقلم / امين الحاج

لا يمكن النظر إلى القضية الفلسطينية كحالة أيديولوجية منعزلة بل كجزء من تصور شامل للعروبة بوصفها مشروعًا حضاريًا مقاومًا للهيمنة والاحتلال لقد شكّلت فلسطين في أدبيات البعث جوهر الصراع من أجل وحدة الأمة ونهضتها إذ اعتبرها الرفيق ميشيل عفلق “مقياس الرجولة والانتماء الحضاري” لا لأنها فقط أرض مغتصبة بل لأنها مرآة الوعي العربي وامتحانه النهائي فلسطين بالنسبة للبعث هي مِفصل المصير وفيها يتجلى البعد الإنساني للصراع كما يتجلى المفهوم العميق للحرية ولهذا فإن كل تفريط بفلسطين هو تفريط بالعروبة ذاتها وتفكيك لهويتها التاريخية في عام “1974م” أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بياناً أكدت فيه “وجود الكيان الصهيو ـ ني في قلب الوطن العربي ليس حادثًا تاريخيًا عابرًا بل هو نتيجة استراتيجية لمشروع استعماري يسعى إلى إبقاء الأمة العربية في حالة من الانقسام والضعف عبر زرع كيان عدواني في خاصرتها ومن هنا فإن تحرير فلسطين لا يمكن أن يكون معزولاً عن مهمة التحرر العربي الشامل” وقد ظل القادة البعثيون يؤكدون أن فلسطين ليست عبئًا بل معيارًا وأن من يتخاذل عنها يُثبت خروجه من دائرة المشروع القومي العربي وفي هذا السياق قال الرفيق ميشيل عفلق “في فلسطين يُختبر صدق الشعارات القومية وفي دعم مقاومتها يتجلى منطق النهضة أو منطق التبعية”
وعليه فإن #فلسطين اليوم لا تمثل في فكر البعث مجرد ساحة للصراع بل مرآة لواقع الأمة العربية وحالتها التاريخية فبينما تُحاصر فلسطين من الخارج وتُخذل من الداخل يتجدد #السؤال البعثي الجوهري كيف يمكن لأمة تدّعي الانتماء لفلسطين أن تصمت على موتها؟ وكيف يمكن لمشروع نهضوي عربي أن ينجو إذا ماتت فيه فلسطين؟
لكن المأساة لا تنحصر في الاحتلال وحده بل تتوسع نحو الداخل العربي من خلال التطبيع مع الكيان الـصهيـوني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!