مقالات

الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية: هل بدأت مرحلة جديدة من الصراع؟

البعث نيوز ـ بقلم: صفوان سلطان – كاتب ومحلل سياسي

في فجر 22 يونيو 2025، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، ضمن ما وُصف بأنه تحرك وقائي لوقف تقدم إيران نحو إنتاج سلاح نووي. جاءت هذه العملية تحت اسم “المطرقة عند منتصف الليل”، واستهدفت مواقع فوردو، نطنز، وأصفهان.

لكن المعلومة الأخطر لم تكن ما ضربته الطائرات الأمريكية، بل ما فعلته إيران قبل الضربة: إذ تشير تقارير إلى أن طهران أخرجت كميات من اليورانيوم المخصب وأجهزة طرد مركزي حديثة من تلك المواقع قبل يومين فقط من القصف، ونقلتها إلى أماكن غير معلنة، في خطوة توحي بأنها كانت تتوقع الهجوم أو تحضرت له مسبقًا.

ماذا استهدفت الضربة تحديدًا؟
• فوردو: منشأة نووية تحت الأرض، تضم أجهزة طرد مركزي متطورة من نوع IR-6.
• نطنز: الموقع الأهم في برنامج التخصيب الإيراني، يحتوي على آلاف الأجهزة.
• أصفهان: منشأة لتحويل اليورانيوم إلى وقود نووي أو معدن.

وبحسب مصادر غربية، فإن الضربات ألحقت ضررًا كبيرًا بالبنية التحتية فوق الأرض، لكنها لم تقضِ تمامًا على قدرة إيران النووية.

لماذا أخرجت إيران مخزونها قبل الضربة؟

الخطوة الإيرانية بنقل المواد المخصبة والأجهزة تُفهم في سياقين:
1. منع حدوث تسرب إشعاعي كارثي في حال تم استهداف تلك المواقع.
2. الحفاظ على القدرة الفنية لإعادة تشغيل البرنامج بسرعة، إن أرادت ذلك.

وهذا يوضح أن إيران باتت تدير برنامجها النووي بحذر أكبر، وتتوقع دائمًا أسوأ الاحتمالات.

كيف يمكن أن ترد إيران؟

هناك عدة سيناريوهات مطروحة أمام إيران:
1. الرد عبر الحلفاء والوكلاء
مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، لتوجيه ضربات غير مباشرة ضد المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.
2. هجمات إلكترونية
ضد منشآت حيوية في الخليج أو إسرائيل، وهو خيار منخفض التكلفة وخطره أقل.
3. هجوم عسكري محدود
كضرب قواعد أمريكية في العراق أو سوريا بصواريخ قصيرة المدى.
4. تصعيد سياسي ونووي
وهو الأخطر، مثل الإعلان عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وطرد المفتشين الدوليين، والخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي.

هل ما زالت إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم؟

رغم القصف، لا تزال إيران تحتفظ بخبرة فنية، وبكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وأجهزة طرد مركزي قابلة للنقل. وهذا يعني أنها تستطيع من الناحية التقنية استئناف التخصيب خلال أسابيع، إن أرادت، في مواقع بديلة.

ختامًا

الضربة الأمريكية قد تكون نجحت في تأخير تقدم إيران النووي، لكنها لم توقفه. أما إيران، فتميل على الأرجح إلى الرد عبر أدوات غير مباشرة، أو بتصعيد سياسي محسوب، دون الدخول في حرب مفتوحة حاليًا.

المنطقة اليوم تعيش لحظة توتر شديدة، والخطأ في الحسابات قد يقود إلى مواجهة أوسع يصعب احتواؤها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!