مقالات

البعث مشروع وقضية

البعث نيوز ـ بقلم الرفيق / أمين الحاج



كيف تستطيع الأمة العربية أن تستعيد وحدتها لا عبر شعارات الانفعالات العابرة بل عبر مشروع نهضوي قومي تحرري حضاري وعقلاني يؤسس لوحدة الإرادات قبل وحدة المؤسسات؟
إن الهوية القومية العربية كما رآها الـبـعـث أنها ليست قالباً جامداً بل كياناً حياً يتنفس بقدر ما تتجدد قيمه ويتمدد بقدر ما تعلو طموحاته.


ولذلك فإن معركة الأمة في هذه المرحلة التاريخية ليست ضد التحدي الخارجي فحسب بل ضد كل ما يفقر الروح العربية ويجعلها تقبل بالاستكانة والخضوع.
تبدو مبادئ وأهداف حزب الــبـعـث أكثر حيوية وإلحاحاً فالخطر لم يعد فقط في التشرذم القطري والسياسي والاستقواء بالعدو الصهيوني والأجنبي والاستخفاف بإرادة الجماهير والوصاية عليها بل في التشظي النفسي والثقافي الذي يكاد أن يقتلع الإنسان العربي من جذوره إن معركة البعث الحقيقية لم تكن يوماً ضد جغرافيا الأقطار بل ضد الانكفاء عليها وتقديسها وتكريسها على حساب حقيقة الأمة ونهضتها ورسالتها الخالدة.


وإذا كانت الدولة القطرية قد وُلدت من رحم التقسيم الاستعماري فإن مهمة الــبـعـث كما طرحها مؤسسه الرفيق القائد ميشيل عفلق لم تكن مجرد إزالة الحدود بالعمل الفوقي بل نسج وعي ونضال فكري وجماهيري متجدد في وسائله يتجاوزها بالحب وبالوعي وبالإرادة المشتركة بلا معاناة نضالية ودور الجماهير.


وأن تكون فلسطين قلبها النابض كما ركز عليها القائد المؤسس:
(الوحدة طريق تحرير فلسطين وفلسطين طريق الوحدة) وحدةٌ تُبنى لا بقرارات فوقية بل بتراكم نضال الجماهير الواعية التي تدرك أن مصيرها واحد، ونضالها مشترك، وأن قدرها واحد ومستقبلها أمامها لا خلفها.


ومن هنا فإن تعزيز وحدة النضال والنضال الوحدوي لا يمكن أن يتم بالأدوات القديمة وحدها بل يتطلب قراءة جديدة بعثية عصرية تنطلق من الواقع لتعيد تشكيل الوعي العربي على أسس أكثر عمقاً ووسائل أكثر ملاءمة وفعالية: من خلال انجاز رويا نضالية مستقبلية للأمة العربية تتمحور حول إستعادة الهوية القومية العربية وتعزز الوحدة والتحرر ويمكن أن تتحقق من خلال. التالي إنجاز مشروع وحدوي نضالي شامل

  1. تكتل اقتصادي: إقامة تكتل اقتصادي يربط بين العواصم العربية لتعزيز التكامل الاقتصادي.
  2. مشروع ثقافي: إعادة إنتاج سردية العروبة كقوة تحررية إنسانية قادرة على مخاطبة الذات والعالم.
  3. رؤية سياسية: بناء وحدة بالحوار الحر والمشاركة الحقيقية في صياغة المستقبل.

أدوات العصر

  1. التكنولوجيا: استخدام التكنولوجيا كجسر وحدوي لتعزيز التواصل والتعاون.
  2. الإعلام العابر للحدود: استخدام الإعلام لتعزيز الوحدة والتواصل بين الشعوب العربية.

تحديات الواقع

  1. التجزئة: التغلب على التجزئة والتشرذم القطري والسياسي.
  2. التبعية: التحرر من التبعية والاستقواء بالعدو الصهيوني والأجنبي.

الحل

  1. مشروع نهضوي: إقامة مشروع نهضوي قومي تحرري حضاري وعقلاني يؤسس لوحدة الإرادات قبل وحدة المؤسسات.
  2. الديمقراطية: تعزيز الديمقراطية والمشاركة الحقيقية في صياغة المستقبل
    إن بــعــث الأمة لا يعني التمسك بأطلال التاريخ بل تحويله إلى وقود للنهضة
    فالقومية العربية التي رآها الــبـعـث ليست حالة وجدانية ولا استجابة انفعالية بل مشروع تحرري يعيد للإنسان العربي ثقته في نفسه ويصوغ عبر وحدته ومبادئه مصيرًا جديدًا يتحدى التبعية وينشد الكرامة
    وكل تأخير في الالتحاق بهذا المشروع هو تأجيل لمستقبل الأمة العربية
    إنها رسالة حية متجددة لا تموت وإن المخرج الحقيقي من واقع التجزئة لا يكمن في التمنيات بل في إعادة تعريف المشروع القومي ضمن أدوات العصر والمتمثلة في
    الاقتصاد المتكامل والثقافة المشتركة والإعلام العابر للحدود والتكنولوجيا كجسر وحدوي لا كأداة للتفكيك وإذا كان الــبـعـث قد حدد منذ عقود أن النهضة هي فعل تحرري فإن تحدي اليوم هو تحويل ذلك الفعل إلى بنية مؤسسية جماهيرية تُحاور العصر وتُبدع في الوسيلة دون أن تُفرط في الجوهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!