البعث نيوز ـ بقلم / امين الحاج

كيف نحلم بدولة وطنية مدنية ديمقراطية حقيقية سقفها القانون؟! والكثير منا يصطف مع الظالم والفاسد واللص على أساس عنصري
كيف نريد دولة مدنية والكثير والكثير منا لا يزالون يقيسون ويميزون الناس بأسمائهم ولهجاتهم وأنسابهم وانتمائهم الحزبي والمذهبي والقبلي والمناطقي ويصطفون مع الفاسدين واللصوص والظالمين على هذه خلفية هذه الانتماءات وبلااا خجل وبلااااا حياء؟! الحقيقة المرة الذي يجب أن نعترف بها هي أننا لا يمكن لأي مجتمع مهووس بهويته الضيقة أن ينهض ولا لسلطة او لدولة تتجاهل التنوع أن تستقر إن المطلوب اليوم ليس محو الفروقات بل الاعتراف بها اولآواحترامها ثانيآ داخل إطار وطني جامع يجعل من التعدد ثروة لا لعنة نحن بحاجة إلى إصلاح جذري في بنية التعليم يُرسخ قيم المساواة والعدالة والانتماء للوطن اولآ وثانيآ وثالثآ ورفظآ شعبي لكل من يمارسون تكريس سياسة كل هذه العنصر-يات المقيتة الذي تغذي زرع الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد والذي لا يستفيد منها إلا قوى الفساد والاستبداد..
وهم اعداء الشعب اليمني اولآ واعدا قيام أي دولة وطنية نحن بحاجة إلى قوانين لا تتسامح مع خطاب الكر-اهية ومؤسسات تُحاسب على كل تمييز مهما بدا بسيطاً نحتاج إلى إعلام مسؤول يُحتفي بالنماذج العابرة للهويات ويُعيد صياغة مفهوم الـــرمــز بعيداً عن الاعتبارات الحزبية والإثنية والطائفية والمذهبية
الوطن الحقيقي الجامع لا يُبنى على الدم بل على القيم والانتماء الوطني الحق والوطنية الحلقة ليس لمن يشاركك بالانتماء الحزبي أو المذهب أو القبلي أو المناطقية بل لمن يشاركك الإيمان الصادق بالحرية والعدل والكرامة والمواطنة المتساوية كل إصرار على تكريس مفهوم العنصر-يات الحزبية والمذهبية والطائفية والقبل-ية والمناطقية ليس إلا إعلاناً صارخاً عن العجز والفقر الأخلاقي والفشل في الارتقاء إلى مرتبة الإنسان…