قولوا لشيخ المانجو البركاني يقف عند حده

البعث نيوز ـ فتحي أبو النصر
نعم ، هل من المعقول أن ننتقل من فكرة “شيخ القبيلة” إلى مسرحية “شيخ المانجو”؟ من ضابط في كتائب الحماية الرئاسية في صنعاء، إلى دلال اراضي في سعوان، ثم فجأة يتم ترشيحه شيخ مشايخ لواحدة من أهم عزل جبل حبشي في تعز! من قبل رئيس مجلس النواب سلطان البركاني.
طبعا إنها ليست نكتة سياسية بل نكتة تاريخية تعكس إلى أي مدى يمكن للعبث أن يتنكر في عباءة المشيخة.
خالد عبدالواسع البركاني، ابن عضو مجلس شورى الحوثيين عبدالواسع سعيد البركاني، وشقيق المشرف العسكري في الذي كان في جبهة الشقب، وعامل سابق في شبكة الحرب الحوثية على تعز.
فجأة، يطفو هذا “القائد السابق لنقطة الدحي” على سطح الأحداث كمرشح لمشيخة قبيلة لها تاريخها وكرامتها. وكأن دماء شهداء تعز تُستبدل بسند عقاري صادر من دكان دلال أراضي في سعوان!
على اننا لسنا أمام سيرة ذاتية لشخص وطني أو مستقل، بل نحن أمام ملف أمني ممتلئ بالتحركات المشبوهة، والاصطفاف العلني في جبهات الانقلاب، والمناصب التي أُهديت في صنعاء المكبلة بالحقد على تعز، ثم الآن يأتون ليمنحوه العقال والمكانة، لا لشيء إلا لأنه “ابن فلان”!
نعم ، عن أي عرف قبلي نتحدث؟ عن أي زعامة؟ هل تحولت المشيخة إلى وظيفة شاغرة تقبل من يمتلك قدرة التزكية من قلة ضائعة في عزلتها؟ أهذا هو مستقبل القيادة في الشراجة؟
أن يُفرض عليهم “شيخ المانجو”، لأن والده صديق سلطان البركاني، الذي لم يترك لنا مناسبة إلا وعبث بها، من أيام تحالفاته مع من قلعوا عداد الجمهورية، إلى الآن حيث يحاول تكريس سطوة العائلة فوق دماء الشهداء!
ولنفترض أن البعض قد غُرر به وزكاه، أين هي الجهات المسؤولة؟ أين مدير المديرية الذي يفترض به أن يعرف يرعى شؤونه، لكن في “جبل حبشي” هناك شعب حر لا يقبل أن يتزعمه من خانوه! أين المحكمة؟ أين رابطة مشايخ المحافظة؟ أم أن الجميع في إجازة من الضمير؟
نعم ،يجب أن يُقال لهذا البركاني: كفى. أن يقف عند حده. وأن يعرف أن تعز ليست لحما سائغا في صفقات الجبناء. وأن جبل حبشي لم تلد من ترابها رجالا يُقادون بالدلالات أو بالمناصب الممنوحة من صنعاء الانقلاب.
والحق يقال كل من قاتل أبناء تعز في اللواء 35 مدرع، كل من تمركز في قلعة القاهرة بالسلاح، لا يحق له لبس العقال ولا حتى الاقتراب من المجالس التي تحترم شهداءها.
على إن الشيخ ليس بـ”السيرة الذاتية العسكرية” بل بالسيرة الأخلاقية والنضالية، وكل ما قُدّم عن هذا الرجل لا يمتُّ للكرامة القبلية أو الوطنية بأي صلة.
وإلى سلطان البركاني نقول: من فشلكم السياسي أن تحاولوا زرع رموزكم داخل تركيبة المجتمع المقاوم.
غير أن تعز ليست فرعا للبركانيين، ولا قاعة استقبال للمتحوثين.
هذه المدينة دفعت الدم من أجل الجمهورية، لا لكي تعود إليهم في كيس مانجو مستورد من سعوان.
وعليه، لمن يفكرون بتزكيته نقول: أنتم تزرعون قنبلة أخلاقية في خاصرة الشراجة، وسيدفع الثمن الأحرار كما دوما، فـ”انظروا قبل ما يقع الفأس في الرأس”… لأننا لن نرتدي الخيانة على رأس خيانتكم.
..