اليمن بين الانقسام والوحدة: تحديات الهوية الوطنية.. الوطنية والهوية صراع بين الانتماء الجامع والانقسام المدمر

البعث نيوز _ بقلم/ أمين احمد الحاج
عندما يتراجع روح الانتماء الوطني أمام زحف العصبيات الجهوية والقبيلة، وعندما يجري توظيف الدين الذي كان يومًا وعاءً للوحدة ليصبح أداةً في يد دعاة الانقسام ومبررًا لهيمنة فئةٍ على أخرى. وحين يسحب البساط الوطني المشترك من تحت أقدام الناس وتبرز نخبٌ تروّج للمذهبية والقبيلة والجهة بوصفها خلاصًا من التهميش، لكنها في الحقيقة هي تُعيد إنتاج التمزّق بأدواتٍ جديدة وشعاراتٍ براقة.
اليوم، اليمن أمام مفترقٍ حاسم إما أن نرتقي فوق قيود القبيلة والجهة والدين المؤدلج، فنصنع مشروعًا وطنيًا ينهض على العدل والمساواة، وإما أن نظل أسرى دوّامةٍ من الصراعات العبثية تُدار عن بُعد، لنستيقظ كل صباحٍ على مجزرةٍ وجرائم جديدةٍ تُرتكب باسم الهوية والدين.
إن استعادة الدولة بل والوطن عمومًا لا تكون بإيقاف البندقية وحدها وإعادة ضبطها إلى اليوم الذي سبق الانقلاب الحوثي على الشرعية وحسب، بل بإعادة بناء الوعي الوطني الجمعي على أسسٍ جديدة. وعيٍ يعيد الاعتبار للهوية الوطنية الجامعة، ويستبدل منطق الولاء الضيّق بمنطق المواطنة الرحبة. وعيٍ يدرك أن التنوع مصدرُ غنى لا سببُ شقاق، وأن الاختلاف لا يُفسد للوطن قضية إذا ظلّ محكومًا بالعدل والكرامة المشتركة.


