“اليمن صراع لا ينتهي وألم لا يطاق”

البعث نيوز _ بقلم/ امين احمد الحاج
لم تعد الحـ.ـرب العبثية في اليمن، والتي تجاوزت عقدًا من الزمن، مجرد حدث سياسي يُروى، بل صارت مأساة متواصلة تتجدد كل صباح، تُلقي بظلالها على اليمنيين الذي أنهكهم الفقد، والذاكرة التي لم تعد تحتمل صور المـ.ـوت والفقر والجوع والنزوح والخـراب والدمار وانعدام كامل للخدمات الأساسية والأمن والأمان.
أصبح معظم اليمنيين مشردين داخل وطنهم يتنقلون بين حدود الغربة الداخلية وبين حدود الغربة الخارجية من أجل البقاء والحفاظ على ما تبقى من ملامحهم، بينما تظل الأسئلة الموجعة: إلى متى يستمر هذا النـ.ـزيف؟ ولأجل ماذا يموت اليمنيون كل يوم؟
لقد سُيّس الموت في بلادنا حتى صار جزءًا من الخطاب اليومي الذي لا يتوقف ببث سموم الكراهية، وصار الخراب هو اللغة الوحيدة التي يتقنها المتـ.ـصارعون، بينما الحقيقة البسيطة تظل ماثلة وهي أنه لم ولن يحسم الصـ.ـراع بالبـ.ـندقية، بل بالحوار.
لم يربح أحد في هذه الحـ.ـرب العبثية، الجميع خاسرون: من حمل السـ.ـلاح، ومن فقد بيته، ومن ودّع أحبته دون وداع. وما بين طلقـةٍ وصرخة، تتآكل الروح، ويذبل الحلم القديم بوطنٍ يسع الجميع.
الحـ.ـرب الداخلية والتدخل الخارجي دمرت معظم البنية التحتية والخدمات الأساسية في اليمن، مثل محطات الكهرباء والمنشآت النفطية والموانئ والمطارات والمصانع والطرقات والجسور والمستشفيات والمدارس، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية للشعب اليمني في كل عموم اليمن.
لقد علمتنا الحـ.ـرب أن ما يبقى حقًا ليس الانتماء السياسي ولا الانتصار اللحظي، بل ما تبقى هو الإنسان: صدقه، عطاؤه، وإيمانه بأن الغد يمكن أن يكون أفضل. علّنا نفي بواجب الأحياء للأموات أن نواصل الحلم الذي عاشوا لأجله. سلامٌ لأرواحهم، وشفاءٌ لجرحانا، ورحمةٌ لهذا الوطن الذي يستحق الحياة.
في نهاية الطريق، ستلتقي البـ.ـنادق في قاعات التفاوض، حيث لا ينتصر أحد، بل فقط تُحصى الخسائر. لكن الفقد الإنساني يبقى الأشد إيلامًا. رحيل الأعزاء ليس مجرد فقد لأصدقاء أو رفاق درب، بل هو فقد لجزء من الذاكرة الوطنية التي كانت تؤمن أن الوطن فكرة لا تموت مهما اشتد الخراب.
أين دور القوى السياسية المدنية وقوى المجتمع المدني؟
يجب على القوى السياسية المدنية في اليمن أن تلعب دورًا فاعلًا في الضغط من أجل وقف الحـ.ـرب وتحقيق السلام، من خلال تشكيل جبهة شعبية واسعة للديمقراطية والتغيير، والعمل على توحيد جهود القوى الوطنية المدنية.
وأين دور المجتمع الدولي؟ يجب على المجتمع الدولي دعم جهود السلام والتنمية في اليمن، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية، والضغط على الأطراف المتصارعة لوقف الحـ.ـرب والجلوس على طاولة المفاوضات.



