“بمليون كيس إسمنت مغشوش.. الحوثيون يبيعون موتاً للمواطنين تحت شعار ‘إسمنت عمران'”
البعث نيوز _ خاص
في قضية تمس أمن المواطن وسلامته البنيوية، كشفت تحقيقات ميدانية عن قيام الميليشيا الحوثية باستيراد كميات كبيرة من الإسمنت الباكستاني منخفض الجودة وتسويقه تحت الغطاء المحلي لـ”مصنع عمران”، في عملية وصفها خبراء ومهندسون بأنها “تلاعب خطير” يهدد سلامة المنشآت والمباني.
وبحسب معلومات موثقة، وصلت شحنة تقدر بنحو مليون كيس من الإسمنت السائب إلى ميناء الحديدة قادمة من باكستان، عبر ميناء جبل علي في الإمارات، حيث تم تعبئتها لاحقاً في أكياس تحمل شعار “إسمنت عمران” وتوزيعها في الأسواق المحلية.
وأشارت مصادر متابعة إلى أن العملية نفذت بتنسيق بين تجار مرتبطين بقيادات حوثية بارزة، بينهم رئيس مؤسسة تسويق الإسمنت يحيى عطيفة، وإدارة مصنع إسمنت عمران التي وفرت الأكياس الأصلية للمصنع.
وحذر مهندسون ومختصون في مجال البناء من الخطورة البنيوية للإسمنت المستورد، مشيرين إلى أن مظهره يشبه “خليطاً من التربة والالجير”، مما يجعله غير مطابق للمواصفات الفنية والمعايير الإنشائية.
وأكد الخبراء أن استخدام هذه المادة في البناء قد يؤدي إلى كوارث حقيقية، تتراوح بين تشققات هيكلية وانهيارات كاملة للمباني، مما يهدد حياة الآلاف من السكان.
في المقابل، بررت المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت – الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي عملية الاستيراد بأنها “إجراء تجاري رسمي وشفاف”، زاعمة أن ذلك يهدف إلى “حماية المستهلك والحفاظ على الثقة بعلامة الإسمنت العمراني”.
لكن هذه التبريرات قوبلت برفض واسع من قبل المواطنين والمهتمين، الذين وصفوا العملية بأنها “غش وتزييف” يستهدف جيوب المواطنين وحياتهم في آن واحد.
وطالبت جهات مهنية وحقوقية بفتح تحقيق عاجل وشامل في القضية، ومحاسبة جميع المتورطين في ما وصف بـ”صفقة المليارات”، مؤكدة على ضرورة وقف تداول هذه المادة فوراً وسحبها من الأسواق.
كما دعوا المنظمات الدولية المعنية بالسلامة الهيكلية وحقوق المستهلك إلى التحرك العاجل للحد من الآثار الكارثية المحتملة لهذه المواد المنخفضة الجودة.
وتأتي هذه القضية في سياق سياسة منهجية تتبعها الميليشيا الحوثية لتحويل القطاع الاقتصادي إلى مصدر تمويل لأنشطتها العسكرية، عبر عمليات استيراد وتهريب وتسويق لمنتجات مغشوشة ومنخفضة الجودة، دون مراعاة للمعايير الفنية أو السلامة العامة.
