مقالات

تـــعــز صــرخـة وطـن ضد الإرهاب والفساد

البعث نيوز _ امين احمد الحاج

تعز تنادي كل ابنائها الاحرار فاتحي الدروب ومضيئي البؤر المظلمة! الجغرافيا تتمزق والتضاريس تتفكك والتواريخ تُطمَس والأسماء تُزوَّر، والوطن يُسرق والذواكر تُنهَب، والدماء تشخب، والنساء تقتل والشباب يُقتلون والقيم والمعاني تُصادر. أين المثقفون؟ من وطن طاعن في الغياب ومعمّن في الأفول، يتمرّغ في رغام الجهل والجوع والمرض وطن تتسول فيه الحرائر، وتنتهك الطفولة، يحجل فيه القتلة، ويتقدم الطغاة والسُراق والمهربون وتجار الحروب، ويصعد المشعوذون ومبيضو الأموال كأبناء بررة لوطن منهوب أين المثقفون؟ أين أنتم يا أحرار وشراء تعز من كتاب وادباء وشعراء ونشطاء ؟ اين انتم يا ملح الحياة ومسامير الأرض، لا تشيحوا بوجوهكم عن المشهد، لا تدسّوا رؤوسكم في الرمال، لا تستمرؤوا الجلوس في مساطب الفرجة، لا تقبلوا بدور النادبة عند الأحزان، ولا بدور حفّار القبور ساعة الموت. لا تسترقوا النظر من فُرجة القلب إلى وطن ينزلق في مهاوي الضياع الإرهاب كسرت ظهر شعبنا وامتصت رحيق الحياة.

تعز نناشد كل تكرارها الكتاب والمفكرين والشعراء والفنانين والناشطين في حقل المعرفة والثقافة، وكل صاحب وعي وعقل رشيد، أن يخلعوا معاطفهم ويرتدوا معطف الوطن، ويقفوا جنبًا إلى جنب، مشكلين كتلة ضغط رافعين أصواتهم ليسهموا في وقف نواعير الدم والارهاب والموت المجاني لشعبنا. اجعلوا من كلماتكم دويٌّ وصدى تهزَّ عروشًا وحرّك بحيرات الصمت. كونوا مثل آبائكم الأحرار الذين اضائوا دروب العلم والمعرفة والثقافة ولم يستخدموا بنادق قنصٍ ولا مدافع رشاشةٍ ولا غازات سامة ولا قنابل متفجرة، لكنهم وظفوا قوة وسلطة المعرفة الرمزية للتأثير في مجريات الواقع. قودوا فيالق وألوية الوعي ومشاعل المعرفة والاستنارة.

إن تعز تطلق لكم هذا النداء الأن وفي هذا الوقت العصيب الذي تمر به تعز خاصة والوطن عامة وتقول لكم إن المثقف كان وسيضل الاقوى على الإطلاق هو القلم والكلمة عبر تاريخنا الوطني كان وسيبقى ضمير الأمة وقلبها النابض ومِهْمَزَ نهضتها، وضوء عتمتها. ففي حضن مظان الثقافة، وفي كنف صالوناتها، برعمت أشجار السياسة، وترعرعت حركة الوطن، واتقدت جذوة كفاحها؛ وكان المثقفون حداة ركبها حتى أينعت ثمارها في أوتار أيوب ورقاع شعر الفضول، وأقلام عبد الحبيب سالم وعبد الله سلام ناجي وعثمان أبو ماهر وعبد الرقيب عبد الوهاب والكثير والكثير.

أرفعوا أقلامكم مصابيح من زيت الحكمة، وعلقوا كلماتكم تمائم من خرز البصيرة. ضد كل قوى الإرهاب والفساد والقتل والسلب والنهب وزارعي الفتن ودعات الكراهية والعنصرية. أيها الأحرار المفكرون والكتاب والشعراء والفنانون والنشطاء أنتم لستم قشرة لاصقة في لهاة الزمن، ولا جُملًا معترضة في كتاب التاريخ؛ أسماؤكم تُربك الطغاة، وكلماتكم تفضح المشهد، وأغانيكم تغرس وردة الأمل.

تعالوا نقف معًا، نُرمّم المشهد المتداعي، ونُسند سقوف الوطن المنهالة، ونشكل كتلة ضغط. لا تنتظروا تعالوا، اضبطوا ساعتكم على نثيث الضوء، افتحوا قلوبكم واستشرفوا الفجر الآتي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!