المبعوث الأممي.. حين يتحول الحياد إلى ترويج للحوثي

البعث نيوز _ بقلم: صفوان سلطان
لم يعد مستغربًا أن يُصدر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بيانات “قلق” و”إدانة” معتادة، لكن المستغرب – بل والمريب – أن يذهب أبعد من ذلك هذه المرة، فيتحدث عن وجود “وسطاء سياسيين” بين قتلى القصف الإسرائيلي في صنعاء، وهو توصيف لم يرد لا في بيان الحوثيين ولا في أي مصدر معلن.
من أين أتى بهذا الكلام؟
من حق اليمنيين أن يسألوا: من أين جاء المبعوث بهذه المعلومة؟
هل استند إلى مصادر سرية لم يُفصح عنها؟
أم أنه ابتدع من عنده توصيفًا يخدم الحوثي، ويقدّمه للمجتمع الدولي كطرف سياسي طبيعي يجلس مع وسطاء، بينما هو في الواقع ميليشيا دينية مسلحة مصنّفة إرهابية؟
خطورة الانحراف عن الحياد
ما قاله المبعوث ليس مجرد زلة لسان. إنه تجاوز خطير للتفويض الأممي.
• أولاً: لأنه أضاف توصيفًا لم يقله الحوثي نفسه.
• ثانيًا: لأنه روّج لصورة الحوثي كفاعل سياسي منفتح على الحوار، وهو تلميع مجاني لا يليق بمبعوث يفترض أن يكون محايدًا.
• ثالثًا: لأنه يوجّه رسالة خاطئة للمجتمع الدولي، مفادها أن الحوثي يمتلك قنوات وساطة سياسية، بينما الحقيقة أنه يعتمد فقط على السلاح والدعم الإيراني.
الضغط ضرورة لا خيار
لقد حان الوقت لأن تتعامل الشرعية اليمنية، والأحزاب الوطنية، والمجتمع الدولي الجاد، مع المبعوث الأممي بطريقة مختلفة.
• لا يكفي الترحيب ببياناته الفضفاضة.
• يجب أن يُسأل مباشرة عن هذا التوصيف: هل كان خطأً؟ أم قناعة شخصية؟
• ويجب أن يُفهم بوضوح أن أي تقارب أو ترويج للحوثي كطرف سياسي طبيعي هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.
ما لم يقله الحوثي قاله المبعوث
المفارقة أن الحوثي نفسه لم يقل إن وسطاء سياسيين كانوا بين قتلاه، بينما تولى المبعوث هذه المهمة نيابة عنه!
فهل أصبح مكتب المبعوث لسان حال الحوثيين؟
أم أن دوره تجاوز “التيسير” إلى إعادة صياغة الوقائع بما يخدم جماعة انقلابية؟
خاتمة
إننا أمام لحظة فارقة: إما أن يظل المبعوث وسيطًا محايدًا، أو أن يتحول – بوعي أو دون وعي – إلى أداة في تلميع جماعة إرهابية.
واليمنيون لن يقبلوا أن يُفرض عليهم هذا النوع من “الوساطة” المزيّفة. المطلوب اليوم هو موقف واضح، وضغط حقيقي على مكتب المبعوث لإعادة ضبط مساره، قبل أن يفقد ما تبقى له من مصداقية.