منوعات

نفوق حوت نادر بسبب ألغام مليشيا الحوثي: كارثة بيئية تهدد البحر الأحمر

البعث نيوز _ خاص

في حادثة مأساوية كشفت مرة أخرى عن المخاطر الجسيمة للألغام البحرية التي تزرعها المليشيات الحوثية، عثر أمس الأحد على حوت عنبر نافق على شواطئ منطقة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، في مشهد مؤلم يلخص تدهور الأوضاع البيئية والأمنية في البحر الأحمر.

ووفقًا لمصادر محلية ومتابعين، فإن الحوت العملاق، الذي ينتمي إلى نوع مهدد بالنفوق، لقي حتفه متأثرًا بانفجار لغم بحري من تلك التي زرعتها المليشيات الحوثية بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة قضت عليه.

وأدى الحادث إلى صدمة واستنفار بين نشطاء البيئة والصيادين، الذين أكدوا أن هذه ليست المرة الأولى التي تودي فيها هذه الألغام بحياة كائنات بحرية نادرة، بل إنها تشكل خطرًا دائمًا يهدد الأمن الغذائي لمئات الآلاف من السكان الذين يعتمدون على الصيد، فضلاً عن تدمير النظام البيئي البحري الهش.

وألقى مسؤولون في السلطة المحلية والمتخصصون في الشؤون البحرية باللوم الكامل على “المليشيات الحوثية الإرهابية” التي تتسبب، من خلال عملياتها غير القانونية، في كوارث متعددة المستويات.

وقال الناشط البيئي أحمد السلامي: “ما حدث هو جريمة بحق البيئة والإنسان. البحر الأحمر أصبح مقبرة بسبب هذه الألغام. نحن نخسر ثرواتنا البحرية، ونخسر أمننا، والمجتمع الدولي ينظر”. ودعا السلامي المنظمات الدولية المعنية بالبيئة إلى “التدخل العاجل للضغط من أجل إزالة هذه الألغام وإنقاذ ما تبقى من حياتنا البحرية”.

من جانبه، حذر خبير الألغام البحرية، الكابتن محمد قاسم، من أن “خطر هذه الألغام لا يقتصر على السفن فحسب، بل يمتد ليدمر قاع البحر ويقضي على الأسماك والشعاب المرجانية، وسنعاني لعقود من آثارها المدمرة حتى بعد توقف الحرب”.

وكانت عدة تقارير أممية ودولية قد أدانت سابقًا زرع المليشيات الحوثية للألغام البحرية، واصفة إياها بـ “التهديد الخطير للملاحة الدولية والحياة البحرية”. ومع تكرار مثل هذه الحوادث، تتزايد التساؤلات حول فاعلية الآليات الدولية في مواجهة هذه التهديدات ومساءلة المتسببين فيها.

ويظل جثمان الحوت العملاق على الشاطئ شاهدًا صامتًا على فظاعة الحرب وجرائمها التي لا تميز بين إنسان وكائن بحري بريء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!