صنعاء.. سطوة الولائم وطوابير الجوع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية

البعث نيوز ـ خاص
صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية منذ سنوات، مفارقة إنسانية صادمة تختزل مأساة حرب طاحنة وحياة باذخة ينعم بها قادة الميليشيا وأسرهم، تقابلها معاناة يومية مريرة وجوعٌ يهدد مئات الآلاف من سكان العاصمة ومحيطها.
وفي مشهدٍ يعكس عمق الأزمة، تتحول أسواق صنعاء إلى شاهدٍ على تناقضٍ فاضح.
بينما تتهافت عربات التسوق الفاخرة على البضائع المستوردة واللحوم النادرة في أقسام “VIP” المخصصة لأبناء النخبة الحاكمة وقادة الميليشيا، تطول طوابير اليأس أمام مراكز توزيع المنظمات الإغاثية، حيث ينتظر المواطنون لساعات للحصول على كيس دقيق أو وجبة غذائية مجانية تنقذ أسرهم من براثن الجوع.
· وتؤكد شهادات عديدة من داخل أحياء النخبة التابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء تنظيم حفلاتٍ باذخة وولائم طائفية تكلف الملايين، تزخر بأفخر الأطعمة والمشروبات، في وقتٍ تعاني فيه الأسر من انعدام القدرة حتى على توفير الخبز اليومي.
صور هذه المآدب، التي يتم تداولها أحيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تثير السخط والغضب وسط السكان.
· وهناك انهيار للقدرة الشرائية حيث يعاني المواطنون من ارتفاعٍ جنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود، مدفوعًا بسياسات احتكار الميليشيا للتجارة وفرض رسومٍ جمركية وضرائب باهظة، وسط توقفٍ شبه كامل لرواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات.
لتجد طوابير الجوع أصبحت من النساء والأطفال والأسر المتضررة أمام مراكز المساعدات الإنسانية جزءًا من نسيج الحياة اليومية في صنعاء، رمزًا صارخًا لسقوط شرائح واسعة تحت خط الفقر المدقع.
ويرى مراقبون سياسيون واقتصاديون أن جذور هذه المفارقة المأساوية تعود إلى طبيعة حكم المليشيا الحوثية
في سيطرت المليشيا على إيرادات المؤسسات الحكومية والبنوك والمرافق الحيوية، محولةً إياها لتمويل أنشطتها العسكرية وترف قياداتها.
.وأحتكار التجارة والمساعدات والسيطره على شبكات تجارية ومالية مرتبطة بقادة مليشيا الحوثي على تدفق السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية، مستفيدةً من احتكار السوق ورفع الأسعار، ومقيدةً وصول المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين.
وانتشارالفساد والمحسوبيةالتي تعمل على توزيع الثروات والامتيازات على أسس طائفية وعائلية، حيث تتركز الموارد في أيدي فئة ضيقة مرتبطة بقيادة المليشيا، بينما يُترك الشعب يواجه العواقب.
بينما الصمت الدولي مستمر مع تفاقم المأساة إلانسانية المتصاعدة في الوقت الذي تستمر فيه هذه السياسات المفككة،تتفاقم الأزمة الإنسانية في صنعاء والمناطق الخاضعة للحوثيين. وكثير من المنظمات الدولية تحذر باستمرار من خطر المجاعة، لكن الحلول السياسية تتعثر، والتدخلات الإنسانية تواجه عوائق في الوصول العادل للمحتاجين.
إن هذا المشهد في صنعاء ليس مجرد أزمة معيشية، بل هو شهادة حية على فشل نموذج حكمٍ قائم على المحاصصة والفساد ونهب المال العام، حيث تُسحق كرامة الإنسان وحقه الأساسي في العيش تحت وطأة سياسات تكرس التمييز وتغذي معاناة الملايين.



