اليوم الدولي للشباب… بين رؤية العالم وواقع شباب اليمن تحت القمع

البعث نيوز
بقلم : صفوان سلطان
في الثاني عشر من أغسطس من كل عام، يحيي العالم اليوم الدولي للشباب، الذي يأتي هذا العام تحت شعار: “العمل الشبابي المحلي من أجل أهداف التنمية المستدامة وما بعدها”.
شعار يبعث على الأمل، ويعكس قناعة المجتمع الدولي بأن الشباب هم المحرك الأساسي للتغيير، وأداة رئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا.
لكن، بعيدًا عن هذه الصورة المثالية، يقف الشباب في اليمن، وخصوصًا في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، في واقع مختلف تمامًا.
ففي حين يُدعى شباب العالم لابتكار حلول بيئية واقتصادية، يجد الشاب اليمني نفسه مضطرًا لخوض معركة يومية من أجل البقاء. فإذا رفع صوته مطالبًا براتبه المقطوع منذ سنوات، واجه التهديد أو الاعتقال. وإذا رفض أن يُعامل كمجرد تابع لسلطة قائمة على فكرة “الحق الإلهي في الحكم”، تعرّض للإقصاء وربما التنكيل. وحتى أبسط أشكال الاعتراض قد تتحول في لحظة إلى تهمة جاهزة بالعصيان أو الخيانة.
في أماكن كثيرة حول العالم، تشكّل أيام الشباب منصة لعرض الابتكارات، وإطلاق المبادرات، وتوسيع المشاركة المجتمعية. أما في صنعاء وذمار وصعدة، فالشاب قد يقضي ليلته في زنزانة بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أو يجد نفسه مُجبرًا على التوجه إلى جبهات القتال بدل مقاعد الدراسة أو ميدان العمل.
ورغم هذا الواقع القاتم، فإن الشباب يظلون العنصر الأكثر قدرة على قيادة التغيير وصناعة مستقبل اليمن. فهم أصحاب المصلحة الحقيقية في إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وبناء نظام مدني ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات على قدم المساواة لكل المواطنين، بعيدًا عن أي تمييز قائم على النسب أو الانتماء.
إن الحديث عن التنمية المستدامة في اليمن لا يمكن أن يبدأ قبل ضمان حق الشباب في المشاركة السياسية، وحرية التعبير، والتمتع بالفرص المتكافئة. فالمعادلة واضحة: بدون دولة عادلة، لا تنمية حقيقية، وبدون شباب أحرار، لن يكون هناك مستقبل مستدام.
وبينما يحتفل العالم هذا العام بيوم الشباب تحت شعارات التنمية والعمل المحلي، يبقى شباب اليمن في الصفوف الأولى لمعركة أكثر جوهرية: معركة استعادة الحق في أن يكونوا مواطنين لا عبيد، وشركاء في بناء الوطن لا أدوات في يد سلطة الأمر الواقع.


