المشرق العربي بين الدولة الوطنيةوالدولة الطائفية

البعث نيوز ـ بقلم
امين احمد الحاج
منذوا مايزيد عن عقدين ونصف من الزمن لاحضنا صعودآ غير عادي للعصبية الطائفية والذي ترافق مع الغزو الأمريكي للعراق والذي استخدم كل دعات الطائفية كا حصان طروادة لاسقاط الأنظمة الوطنية في المشرق العربي كانت البداية من الغزو الأمريكي للعراق الذي منح الانقسام الطائفي بعدا سياسيا ودستوريا,وهذا شكل صعود لقوى الإسلام الجهادي.الشيعي السني السلفي وانبعاث العصبية الطائفية في المشرق العربي .
لقد تكفل كل عنصر من هذه العناصر بالتكامل مع العناصر الأخرى وتبادل التأثير معها بإنتاج ثورة غير مسبوقة للعصبيات الطائفية وضعت تلك العصبيات لأول مرة في تاريخ المشرق العربي الحديث في مقدمة التفاعلات السياسية الصانعة للأحداث والتي ترسم مصائر الشعوب والاوطان لكن ذلك لم يكن لصالح دعات ورعات العصبية الطائفية على المدى الأبعد , فقد كشف بصورة فاقعة انها لا تمتلك مشروعآ وطنيآ وان مشاريعها هو تأجيج الفتن وزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وأنها خواء وكشفت كل احداث التغيرات التى تلت الغزو الأمريكي للعراق عن مدى تعارض مشاريعها مع روح العصر وكيف أنها تشكل قيدا يعيد المجتمع للوراء بدلا من أن يخدم تقدمه وازدهاره .
حيث لعبة كل هذه العصبيات الطائفية على تمزيق الاوطان وتفتيت النسيج الاجتماعي للشعوب
في العراق كما في سورية ولبنان واليمن لعبت الطائفية كمعول هدم وتمزيق للمجتمع وإفراغ للدولة من وظائفها وقوتها وانتشار الفساد مما أوصل تلك المجتمعات لحافة الانهيار وفي نهاية المطاف أظهرت العصبية الطائفية عقمها وتعارض مشروعها الطائفي مع الضرورات الأساسية لوجود الدولة التي تحفظ تماسك المجتمع وتضمن استمرار بقائه وتفتح آفاق تقدمه .
لقد ظهر واضحآ للجميع اليوم أن العصبية الطائفية لاتستطيع البقاء والحياة إلا بوجود الاستبداد والديكتاتورية والفساد وأن وجودهامرتبط دائمابحبل سري خارجي يجعلها تعمل لصالح دول خارجية أو تكون مضطرة للخضوع لتلك الجهات بغض النظر عن مصلحة مجتمعها ووطنها الذي تعيش فيه كما ظهر أيضا أن تلك العصبية عاجزة تأمين حياتها ومستقبلها بمعزل عن الفئات الاجتماعية الأخرى وبالتضاد معها بدلا عن التوافق في دولة مواطنة تكون مظلة للجميع
لذلك كله فليس من المبالغة في شيء القول إن العصبية الطائفية قد استهلكت نفسها وكشفت عن كل عيوبها الكامنة , تكون قد فقدت كل مصداقيتها أمام الشعوب وامام الأجيال الصاعدة وهي اليوم وبعد انكشافها وفشلها نراء انها قد دخلت بطور الإنحدار والإندثار مهما تخلل ذلك من آلام وموتها والذي أصبح امرآ حتمي هو أيضا يشكل لحظة مخاض لولادة الدولة الوطنية دولة الحق,والعدل والمواطنة المتساوية أمام القانون دولة الحريات وكرامة الانسان والديمقراطية.. لا لكل المليشيات الطائفية
نعم للدولة الوطنية الديمقراطي دولةالمواطنةالمتساويةالعدالةوالقانون


