ثورة الريال اليمني.. السلمية الوحيدة التي لم تُقمع بعد!

البعث نيوز
بقلم /صفوان سلطان
في الوقت الذي خمدت فيه ثورات الشعوب، وانكفأت الهتافات خلف الجدران، خرج الريال اليمني بثورته السلمية المباركة ضد طغيان العملات الأجنبية في المحافظات “المحررة”، وانتفض كعنترة في وجه الجميع، ليقول: كفى ظلماً واحتكاراً وإذلالاً!
هذا الريال – الذي تعرّض للقمع، والسجن في جيوب التجار، والتنكيل بسعر الصرف – قرر أخيرًا أن يتحرر. لا لجان، لا مسيرات، فقط “سعر صرف” يصعد دون تصريح من مسؤول أو بيان من بنك.
لكننا نحذر: لا تُقمعوا هذه الثورة! لا تُعيدوا القيد إلى معصم الريال وقد بدأ يتنفس! فإن من كان بالأمس مهانًا، يشتري صحن البيض بعرق جبينه، قد صار اليوم يصرف بثقة، ويكاد يحوّل راتبه إلى راتب فعلي.
نعم، قوى الظلام (المعروفة أيضاً بـ”المتاجرين بسعر العملة”) شعرت بالخطر، وأوقفت مضاربتها، وربما تحضّر لانقلاب مضاد، لكن الريال هذه المرة ليس وحيدًا… نحن معه!
وعليه، فإننا – كداعمِين للثورات ذات الطابع الاقتصادي – نطالب بتمكين هذه الانتفاضة النقدية عبر إصلاحات حقيقية، وأولها: تصفية منابع الفساد وتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي، لا إلى بنوك الظل التي لا تُظهر شيئًا في قوائمها المالية إلا شعار “غير قابل للتوريد”.
فلنمنح الريال حقه في الحياة… فقد آن له أن يتنفس بلا وصاية، وأن يُسعّر بلا استبداد


