دولي

قمة شرم الشيخ: توقيع وثيقة تاريخية لإنهاء حرب غزة وفتح صفحة جديدة…..

البعث نيوز _ خاص

وقّع قادة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، على وثيقة شاملة بشأن اتفاق غزة، في قمة دولية تاريخية عُقدت في شرم الشيخ المصرية.
يأتي هذا التوقيع بعد عامين من الحرب التي دمرت القطاع، فيما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “فجر تاريخي لشرق أوسط جديد”.

وتمهّدت القمة بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وهذه أبرز محطاته

· تبادل الأسرى: حيث تم الإفراج عن 20 أسيراً إسرائيلياً كانوا محتجزين في غزة، مقابل إطلاق سراح حوالي 2000 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم 250 محكوماً بالمؤبد و1700 اعتقلوا منذ بداية الحرب في 2023.
· الانسحاب العسكري: بدأت القوات الإسرائيلية انسحاباً تدريجياً من مواقعها في قطاع غزة نحو خطوط جديدة متفق عليها.
· المساعدات الإنسانية: فُتحت المعابر لدخول 600 شاحنة مساعدات يومياً على الأقل إلى القطاع المحاصر.

وعُقدت “قمة شرم الشيخ للسلام” برئاسة مشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 31 من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

وأبرز الحاضرين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ومن بين الغائبين اللافتين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ألغى مشاركته بسبب تزامن القمة مع أعياد دينية في إسرائيل، وكذلك حركة حماس التي لم تشارك في مراسم التوقيع.

وكشفت الوثيقة الشاملة التي وقعها قادة أمريكا ومصر وقطر وتركيا عن القواعد واللوائح اللازمة لتنفيذ الاتفاق، والتي تشمل عدة محاور:

· الأسرى وآلية التبادل: تشكيل آلية لتبادل المعلومات عن الأسرى بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء والصليب الأحمر الدولي، مع تسليم جميع الأسرى الأحياء ورفات القتلى خلال 72 ساعة من التوقيع.
· المساعدات الإنسانية والإعمار: دخول ما لا يقل عن 4200 شاحنة مساعدات أسبوعياً عبر 5 معابر، وتشكيل غرفة عمليات للمتابعة تضم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس.
· الانسحاب العسكري وإعادة الانتشار: بدأ الجيش الإسرائيلي انسحاباً تدريجياً من محيط غزة، مع عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله.

وأشار ترامب إلى أن المرحلة الثانية من المحادثات قد بدأت بالفعل، ومن المتوقع أن تناقش مستقبل الحكم في غزة والجدول الزمني الكامل لانسحاب القوات الصهيونيه الإسرائيلية.

و رؤية ترامب تتضمن تصوراً لإنشاء “مجلس السلام” دولي يُسهم في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وقد يُرأس هذا المجلس ترامب نفسه بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

في المقابل، يحذر أكاديميون إسرائيليون مثل ياغيل ليفي من أن الخطة “تمثل مقامرة خطيرة لا تستند إلى أي أساس واقعي”، مشيرين إلى أن عدم دمج حماس في ترتيبات ما بعد الحرب يهدد بفشل الخطة برمتها.

ومع انسحاب القوات الصهيونيه الإسرائيلية، بدأت أجهزة وزارة الداخلية في غزة بالانتشار في المناطق التي تم إخلاؤها لنشر الأمن واستعادة النظام. وأعلنت حكومة غزة عن إنجاز أكثر من 5 آلاف مهمة ميدانية وخدماتية خلال 24 ساعة، تشمل عمليات جراحية ومهام إنقاذ وإغاثة.

من جهة أخرى، تواجه حماس تحديات أمنية داخلية، حيث أبلغ مسؤول أمني تابع للحركة عن عمليات استهدفت جماعات منافسة، أسفرت عن مقتل 32 فرداً وتوقيف 24 آخرين.

إن توقيع وثيقة شرم الشيخ الشاملة يمثل منعطفاً تاريخياً في مسار حرب غزة التي استمرت عامين، لكن الطريق لا يزال طويلاً أمام ترجمة هذه الاتفاقيات إلى سلام دائم على أرض الواقع، في ظل تعقيدات المرحلة الانتقالية وتصاعد التوترات الأمنية الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!