مليشيا الحوثي الإيرانية تستغل المدارس والمساجد لتجنيد الفتيات ضمن ما يسمى بـ”المراكز الصيفية.
مساعي المليشيا لإعادة هيكلة وتوسيع جهاز "الزينبيات"، الذراع الأمني النسائي التابع لها.

البعث نيوز ـ, خاص
كشفت مصادر تربوية وحقوقية عن تصعيد خطير تقوده مليشيا الحـوثي الإيرانية في العاصمة المختطفة صنعاء، يتمثل في استغلال المدارس والمساجد لتجنيد الفتيات ضمن ما يسمى بـ”المراكز الصيفية”، التي تحولت إلى أدوات للتعبئة الطائفية والتأهيل شبه العسكري، بعيدًا عن أي أهداف تعليمية أو تربوية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها جهات حقوقية محلية، تستخدم المليشيا أكثر من 150 مدرسة ومسجدًا في أحياء صنعاء لاستقطاب نحو 16 ألف فتاة هذا العام، تحت إشراف قيادات نسائية تابعة لمليشيا الحوثي بارزة.
ويأتي هذا التصعيد في الإطار خطة أوسع تستهدف استقطاب ما يزيد عن 55 ألف طالبة في 516 موقعًا داخل صنعاء وحدها، ضمن مساعي المليشيا لإعادة هيكلة وتوسيع جهاز “الزينبيات”، الذراع الأمني النسائي التابع لها.
العديد من الطالبات في المدارس الحكومية أكدن، عبر شهادات موثقة، أنهن يُجبرن على حضور محاضرات لزعيم المليشيا وترديد شعارات طائفية بشكل يومي، في ظل غياب شبه تام للمناهج التعليمية.
وأشارت الطالبات إلى أن الحصص الدراسية تحولت إلى لقاءات أيديولوجية تزرع الكراهية، وتحرض على العنف، وتُهيئ الفتيات لتقبل أدوار أمنية أو عسكرية في المستقبل.
المنظمات الحقوقية وصفت هذه الممارسات بأنها “جريمة مزدوجة”؛ فهي لا تنتهك فقط حق الفتيات في التعليم الآمن، بل تمثل أيضًا نوعًا من التجنيد القسري الذي تحظره كل المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
ودعت منظمات محلية ودولية، بينها منظمات معنية بحقوق الطفل، إلى تدخل عاجل من قبل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، لوقف هذه الانتهاكات المتصاعدة، والتحقيق مع قيادات مليشيا الحـوثي المسؤولة عن هذه الأنشطة التي تهدد النسيج الاجتماعي، وتدمر مستقبل آلاف الفتيات.
في ظل هذا الواقع المقلق، تبرز أهمية دور أولياء الأمور والمجتمع المدني في حماية الفتيات من الوقوع فريسة لهذا الاستغلال الممنهج.
إن حماية الطفولة مسؤولية جماعية لا تقتصر على المنظمات أو الجهات الرسمية، بل تبدأ من الأسرة والحي والمدرسة الحرة التي تقف ضد عسكرة التعليم وتسييس الطفولة.