في مثل هذا اليوم، نستحضر وجعًا لا يندمل وجرحًا لم يندثر… مجزرة هرّان، جريمة لا تسقط بالتقادم.

البعث نيوز ـ خاص
في 21 مايو 2015، سُجل يوم أسود في تاريخ الصحافة اليمنية، ووصمة عار في جبين الإنسانية، حين اختطفت مليشيا الحوثي الإيرانية الصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري أثناء عودتهما من تغطية فعالية قبلية مناهضة للمليشيا في محافظة ذمار، واقتادتهما إلى موقع عسكري في جبل هرّان، كان في السابق محطة لرصد الزلازل، قبل أن تحوله الميليشيا إلى مخزن أسلحة وسجن خارج القانون.
وفي ساعات الفجر الأولى، استهدف طيران التحالف ذلك المخزن، ليتحول إلى مقبرة مغلقة للصحفيين وعشرات الأبرياء، من بينهم أمين الرجوي، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح.
لحظة مأساوية اختزلت بشاعة الصراع، حين يُحتجز الأبرياء كدروع بشرية، ويُدفنون تحت الأنقاض بلا ذنب سوى أنهم حملوا الكلمة، أو نادوا بالحرية.
ووفق تقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، تجاوز عدد الضحايا 70 شهيدًا،
في ظل تعتيم من قبل مليشياالحوثي بشكل متعمد على تفاصيل الجريمة.
مجزرة هرّان لم تكن مجرد حادثة، بل جريمة حرب متكاملة الأركان؛ استهدفت حرية الصحافة، وكشفت عن وحشية لا تعرف حرمة للمدنيين ولا احترامًا للمواثيق الدولية.
اليوم، وبعد مرور أعوام، ما تزال العدالة غائبة، والجناة طلقاء، فيما تُقمع الأصوات الحرة وتُزج خلف القضبان.
نجدد عهدنا: لن ننسى… ولن نصمت.
نطالب بتحقيق دولي شفاف، ومحاسبة المتورطين، وإنصاف الضحايا الذين طُمرت أصواتهم تحت ركام الصمت والنسيان.