مليشيا الحوثي تشعل فتيل الفتنة.. استمرار المعارك القبلية في البيضاء يخلف 52 قتيلاً وجريحاً ونزوح العشرات

البعث نيوز _ خاص
لا تزال المواجهات المسلحة الضارية تتواصل لليوم الرابع على التوالي بين أسرتي “علي سعيد” و”الجوابرة” في قرية بني زياد بالقرب من مدينة رداع، في تصعيد دامٍ أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من القتلى والجرحى، ونزوح واسع للسكان.
وأفادت مصادر محلية وميدانية بأن حصيلة الاشتباكات، التي تشهد استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، قد ارتفعت إلى 18 قتيلاً و 34 جريحاً على الأقل، وسط مخاوف من تزايد هذه الأرقام مع استمرار تبادل إطلاق النار والقذائف بشكل كثيف.
ولم تقتصر تبعات هذا التصعيد على الخسائر البشرية المباشرة، حيث أدت إلى نزوح عشرات الأسر من قاطني القرية والمناطق المحيطة بها هرباً من جحيم القتال، فيما تعرض عدد من المنازل لأضرار مادية. كما أدى استمرار الاشتباكات إلى تعطيل الحياة بشكل كامل، ومن بينها تعليق الدراسة في المدارس القريبة من بؤرة التوتر، مما يهدد مستقبل الطلاب في منطقة تعاني أساساً من تردي الأوضاع.
وكشفت المصادر أن جذور الاشتباكات الحالية تعود إلى خلافات وثارات قبلية قديمة، أعيد إشعال نارها في الأيام القليلة الماضية. وعلى الرغم من تدخل عدد من وجهاء وأعيان القبائل في المنطقة في محاولات وساطة مكثفة لاحتواء الأزمة وإيقاف إراقة الدماء، إلا أن هذه الجهود لم تلقَ نجاحاً حتى الآن في ظل تأجج المشاعر واستمرار الاشتباكات.
وفي سياق متصل، تتداول مصادر قبلية وسياسية محلية اتهامات لمليشيا الحوثي بـ”التواطؤ” و”إذكاء مثل هذه النزاعات القبلية بشكل متعمد”. وترى هذه المصادر أن الهدف من ذلك هو إضعاف القبائل اليمنية، وإشغالها في صراعات داخلية، وبالتالي تمزيق نسيجها الاجتماعي لتسهيل السيطرة عليها ومنعها من تشكيل قوة موحدة تهدد نفوذ المليشيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويأتي هذا التصعيد الدامي في محافظة البيضاء ليكشف مرة أخرى عن مخاطر تحول النزاعات المحلية إلى حروب طاحنة تفتك بالمدنيين وتزيد من تعقيد المشهد الإنساني والاجتماعي في اليمن، الذي يعاني بالفعل من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات.



