الهامش والمركز صراع السلطة في اليمن

البعث نيوز _ بقلم/أمين احمد الحاج
الحقيقة أن الأزمة اليمنية تتجاوز الثنائية التقليدية بين المركز والهامش وأن هناك حاجة إلى رؤية شاملة ومتكاملة للقضية. يجب أن ننظر إلى جذور الأزمة اليمنية في بنية التخلف العام وتحلل الدولة الوطنية، وأن نعمل على تمكين القوى الاجتماعية التي ترفض منطق الهيمنة بأشكاله القديمة والجديدة.
يجب أن نتعرف على أن الهامش ليس مجرد مكانًا، بل هو حالة من التهميش والإستبعاد التي يمكن أن تتحول إلى مركز جديد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. يجب أن نعمل على بناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على العدالة والمساواة والحريات، وأن نعزز الحوار الوطني والتوافق بين مختلف الفئات والمكونات اليمنية.
حين تُختزل العدالة في الجغرافيا فإن التهميش في جوهره ليس مرادفًا للجغرافيا بل نتيجة لتوزيع غير عادل للموارد وهيمنة نماذج إنتاج وسيطرة تميز بين البشر على أساس قربهم أو بعدهم من بنية السلطة. واستنادًا لما ذكر سابقًا فإن قضايا التهميش هي قضايا اليمن كله والمدخل إليها ليس مدخلًا إقليميًا، بل مدخلًا وطنيًا يستند إلى قضايا الجماهير الكادحة في كل بقاع اليمن.
كما أن انتقال بعض قوى (الهامش) للمركز للوقوف في صف سلطة يفكك المفهوم الجغرافي للهامش وينفتح الصراع كله على قاعدة السلطة ومن الذي يسيطر عليها، مما يحول بعض قوى (الهامش) إلى دائرة (المركز) إن (الهامش) مجرد خطاب سياسي قابل للتبدل حسب الظرف والمرحلة.
دور الحركات الاجتماعية في مواجهة السلطة: لم تكن ثورة 2011 مجرد احتجاج عابر، بل كانت زلزالًا شعبيًا أعاد تعريف موازين القوى في اليمن فبينما تناقش النخب السياسية صراع (المركز والهامش)، قدمت هذه الثورة نموذجًا لسلطة الشارع التي تجاوزت الانقسامات الجغرافية والعرقية.
لقد وحَّدت الهتافات في الساحات وفي قلب العاصمة صنعاء وفي كل مدن الهامش ضد كل قوي المركز التقليدية وكشفت أن التهميش الحقيقي هو تهميش الإرادة الشعبية بغض النظر عن الانتماء الجغرافي وبالتالي من الدرس المستفادة أنه لا يمكن تفكيك مركزية السلطة دون تمكين القوى الاجتماعية التي ترفض منطق الهيمنة بأشكاله القديمة والجديدة والاستناد على القوى الجماهيرية في التغيير الحقيقي



