ابتكار يمني يحقق طفرة في مجال الثروة الحيوانية: تطوير ماكينة لفرم وتقطيع الأعلاف بالطاقة الشمسية

البعث نيوز _ خاص
في خطوة تهدف إلى معالجة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه مربي الماشية في اليمن، تمكّن فريق عمل مكون من أ.د / عبده بكري فقيره و المهندس/ عبده حسن عمر أبكر كا مبتكرون محليون من تطوير ماكينة متطورة لفرم وتقطيع الأعلاف تعمل بالطاقة الشمسية، بعد رحلة من التطوير استمرت ثلاث سنوات (2022-2025)، مما يُعد نقلة نوعية في تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني وخفض التكاليف
حيث أنبثقت فكرة الابتكار من معاناة حقيقية في الميدان، حيث يُهدر ما يصل إلى 70% من العلف التقليدي، لا سيما علف الذرة الرفيعة (السورغم) الذي تشكل سيقانه ونوراته الزهرية النسبة الأكبر، حيث ترفض الحيوانات تناولها فتتراكم ملوثة ببول وروث الماشية، مما يشكل خطراً على صحة الحيوان والإنسان على حد سواء، ويُسبب خسائر اقتصادية فادحة للمزارعين.
ومرت الماكينة بثلاث مراحل تطويرية رئيسية:
المرحلة الأولى (2022): تم فيها إنتاج نموذج أولي ثنائي الغرض (يعمل يدوياً وبالطاقة الشمسية)، لكنه عانى من وزن ثقيل (75 كجم) وسكاكين مكشوفة تشكل خطراً على المستخدم، مع كفاءة تقطيع متدنية لم تتجاوز 90 كجم/ساعة
والمرحلة الثانية: ركّز المطورون على معالجة جوانب السلامة بإضافة إطار واقٍ، مع تخفيض جزئي للوزن، لكن التحدي في الوزن والكفاءة استمر.
فيما المرحلة الثالثة (2025): مثلت قفزة نوعية، حيث تم تصميم هيكل خارجي آمن تماماً بإلغاء السكاكين المكشوفة، وخُفّض وزن الماكينة بشكل كبير من 75 كجم إلى 25 كجم فقط، بينما قفزت كفاءة التقطيع لتصل إلى 250 كجم من العلف الأخضر في الساعة، مع الحفاظ على عملها بالطاقة الشمسية (12-24 فولت).
ويُحقق هذا الابتكار مجموعة من الفوائد الاستراتيجية:
وللإنسان: يتمثل في ضمان إنتاج حليب آمن وخالي من الملوثات الميكروبية والفطرية، مما يحد من الأمراض المنقولة عبر الغذاء كالإسهالات والجفاف التي قد تصل إلى الوفاة في الحالات الشديدة.
والماشية: توفير علف نظيف ومقطع يسهل مضغه وهضمه، مما يزيد من كفاءة التغذية ويعزّز النمو وإنتاج اللحوم والألبان
وللمزارع: بتخفض تكاليف العلف التي تمثل النسبة الأكبر من التكاليف التشغيلية، وتمكينه من شراء وتخزين الأعلاف في مواسم انخفاض الأسعار لاستخدامها في فترات الجفاف وارتفاع الأسعار، مما يحسن الأمن الغذائي وسبل العيش.
وللبيئة: بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والحد من تلوث الهواء الناتج عن حرق مخلفات الأعلاف، ومكافحة انتشار الحشرات والأمراض حول الحظائر
يعلق د.[محمد الوصابي ]، خبير في الشؤون الزراعية ان “هذا الابتكار لا يقلل التكاليف فحسب، بل يعيد هيكلة سلسلة القيمة للثروة الحيوانية. إنه نموذج للاقتصاد الدائري حيث يُحول النفايات الزراعية إلى مورد، ويساهم بشكل مباشر في تحقيق أمن غذائي أكثر استدامة”.
وتمثل ماكينة فرم وتقطيع الأعلاف بالطاقة الشمسية حلاً متكاملاً ومستداماً لأزمة العلف في اليمن، حيث تجمع بين الكفاءة الاقتصادية والسلامة الصحية والاستدامة البيئية، مما يضعها في صدارة الحلول المبتكرة لدعم مربي الثروة الحيوانية وضمان إمدادات غذائية آمنة للمستهلكين



