كلمة الرئيس العليمي رغم التحديات.. صوت اليمن في القمة العربية يدوي: ضرورة ردع السياسات التوسعية لإيران وإسرائيل
العليمي::: الاعتداء الغادر يؤكد للجميع أن الأمن العربي والإسلامي كلٌ لا يتجزأ، وأن نجاح مبادرات السلام مشروط بالقدرة على تعديل موازين القوى.

البعث نيوز _ خاص
في خطابٍ حاسمٍ جَهِرَ فيه باسم الشعب اليمني وقضيته العادلة، حَذَّرَ فخامة الرئيس رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دولة قطر والشعب الفلسطيني تمثل “تجاوزًا خطيرًا لكافة الخطوط الحمراء”، معتبرًا إياها نتاجًا طبيعيًا لثقافة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها دولة الاحتلال.
جاء ذلك في كلمةٍ تاريخية ألقاها فخامته خلال جلسة القمة العربية الطارئة المنعقدة اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تهدف إلى بحث سبل ردع العدوان الإسرائيلي الأخير وتصعيداته المستمرة في الأراضي الفلسطينية.
وأكد الرئيس العليمي في مستهل كلمته على أن “الأمن العربي والإسلامي كُلٌ لا يتجزأ”، مشددًا على أن ما تتعرض له دولة قطر الشقيقة هو اعتداء صارخ على الأمن القومي العربي برمته. وطالب بضرورة الانتقال من مرحلة الشجب والاستنكار إلى تبني إستراتيجية عربية فاعلة وشاملة.
وأوضح فخامته أن هذه الإستراتيجية يجب أن تقوم على ثلاثة محاور أساسية لا غنى عنها:
العمل الجاد والدؤوب لإحقاق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس إنهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين وفقًا لحدود 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الدول العربية لمكافحة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تهدد استقرار دول المنطقة وسيادتها.
وضرورة ردع السياسات التوسعية والعدوانية للدول التي تهدد الأمن العربي، وعلى رأسها إيران وإسرائيل، ودعم مؤسسات العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات.
وفي إطار متصل، وجَّه الرئيس العليمي خالص الشكر والعرفان لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمهما المستمر للشعب اليمني ووقوفهما إلى جانب الشرعية. كما أعرب عن ترحيب الجمهورية اليمنية واستعدادها الكامل للتفاعل مع القرار التاريخي الصادر عن الأمم المتحدة الذي يدعم بشكل واضح حل الدولتين، معتبرًا إياه خطوة مهمة على طريق إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وحظي خطاب الرئيس العليمي باهتمام واسع من قبل قادة وممثلي الدول العربية الحاضرين، حيث يُعتبر موقفًا واضحًا يعكس عمق الرؤية اليمنية إزاء القضايا المصيرية للأمة، ويؤكد على الدور الذي يمكن أن تلعبه اليمن رغم تحدياتها الداخلية في الدفاع عن قضاياها العربية المركزية.
نص كلمة فخامة رئس مجلس القيادة الرئاسي
د/ رشاد العليمي
نص كلمة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في القمة العربية العربية الطارئة بالدوحة
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
اصحاب المعالي، والسعادة،،
تقف أمتنا العربية والإسلامية أمام لحظة فارقة، عقب ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة من عدوان إسرائيلي مدان، تجاوز كافة الخطوط الحمراء، وانتهك جميع القوانين، والأعراف الدولية.
إن هذا الاعتداء الغادر يؤكد للجميع أن الأمن العربي والإسلامي كلٌ لا يتجزأ، وأن نجاح مبادرات السلام مشروط بالقدرة على تعديل موازين القوى.
وأن سياسات التوسع الإسرائيلية، واوهام الهيمنة الإقليمية، لا يمكن كبحها اليوم الا من خلال تدابير جماعية ذات اثر ملموس، وتراكمي.
أصحاب الجلالة و الفخامة والسمو،،
إن استمرار الإبادة الجماعية في غزة دون أي محاسبة، ومواصلة الاعتداءات على دول المنطقة، دون رادع، كل ذلك قاد بالمحصلة إلى تجرؤ الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة دولة قطر.
وفي بلادي، يواصل كيان الاحتلال تدمير مقدرات الشعب اليمني، واستهداف الأصول المدنية ردا على الهجمات العبثية العابرة للحدود، التي تشنها المليشيات الحوثية الإرهابية، والتي أدت إلى عسكرة البحر الأحمر، وتحويل اليمن الى ساحة حرب بالوكالة عن داعميها.
إن ما نواجهه اليوم من تحديات جيوسياسية، يثبت بأن الدول التوسعية في المنطقة، والجماعات الإرهابية المسلحة، وجهان لعملة واحدة.
كلاهما يوفر الذرائع لتمدد الاخر، وكلاهما يسعيان إلى تقويض الدولة الوطنية، وتأجيج الصراع الاقليمي.
لذا فإننا اليوم مطالبون بتبني مقاربة أشمل للعمل العربي والإسلامي المشترك.. مقاربة تقوم على ثلاثة محاور متكاملة:
أولا الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام.
وثانيا دعم مؤسسات دولنا الوطنية سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا، والعمل الجماعي لمكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة.
وثالثا ردع الدول المارقة ذات المشاريع التوسعية في المنطقة، وفي مقدمتها إسرائيل، وتعزيز التكامل العربي، والإسلامي المشترك.
أصحاب الجلالة و الفخامة والسمو،،
إن ضمان السيادة الوطنية للدول المستقرة، وتسريع الخطى نحو دولة فلسطينية مستقلة؛ يقتضي بالضرورة تحركا جماعيا لمساعدة الدول الهشة.
وفي هذا السياق، فإننا نجدد الشكر لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة، الذي كان مثالاً للتضامن العربي في ردع التهديدات الأجنبية.
كما نشيد ببيان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي ساند إجراءات الإصلاح الاقتصادي، والمؤسسي، و أكد دعمه لأمن بلدنا ووحدته واستقراره، ونثمّن أيضا قرار المجلس الاقتصادي، والاجتماعي العربي ببحث إنشاء صندوق لإعمار اليمن.
أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو،،
برغم ما تواجهه القضية الفلسطينية من تهديدات وجودية، فقد نجحت الدبلوماسية العربية بقيادة المملكة العربية السعودية في إنجاز تحول سياسي مهم نحو الاعتراف العالمي بدولة فلسطين.
وعلى هذا الصعيد تجدد الجمهورية اليمنية، ترحيبها بالقرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لحل الدولتين وما بذله الأشقاء والأصدقاء بقيادة المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، ونتطلع إلى أن يترجم هذا القرار إلى إجراءات مزمنة لا رجعة فيها في المستقبل القريب.
كما تجدد الجمهورية اليمنية دعمها الكامل لجهود الوساطة القطرية المصرية الأميركية، والمبادرة العربية لإعادة إعمار غزة، والتي تضمن معالجة اثار الدمار، وفي الوقت نفسه إفشال سيناريو التهجير.
وأخيرا كل التوفيق لهذه القمة الاستثنائية في ضيافة دولة قطر الشقيقة، لما فيه وحدة أمتنا، وعزة شعوبنا، ومنعتها في مواجهة التهديدات والتحديات كافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،