بعد تحرير العاصمة الخرطوم البرهان يلتقي مع ولي العهد بن سلمان في عاصمة القرار العربي الرياض
وفدًا سعوديًا لبحث تنفيذ مشروعات خدمية عاجلة ضمن جهود المملكة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأهلية في السودان.

البعث نيوز ـ متابعات
بدأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، زيارة إلى السعودية يوم الجمعة، حيث التقى ولي عهد المملكة سمو الأمير محمد بن سلمان، بعد يومين من عودته إلى القصر الرئاسي في الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، وإعلانه من هناك أن العاصمة “باتت حرة”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن سمو الأمير محمد بن سلمان التقى البرهان في قصر الصفا بمكة المكرمة، حيث جرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق الأمن والاستقرار في السودان، كما تم بحث آفاق التعاون بين البلدين، والتوافق على إنشاء مجلس تنسيق يُعنى بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
وأشارت “واس” في وقت سابق إلى أن نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير سعود بن مشعل، استقبل البرهان في مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة غربي المملكة.
وأمس الخميس، التقى البرهان في الخرطوم وفدًا سعوديًا لبحث تنفيذ مشروعات خدمية عاجلة ضمن جهود المملكة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الأهلية في السودان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن البرهان إشادته بالعلاقات “المتميزة” بين الخرطوم والرياض، مشيرًا إلى “مواقف القيادة السعودية الداعمة للسودان، ووقوفها مع الشعب السوداني، وتقديم المساعدات الإنسانية والعون له، وحرصها على سيادة ووحدة واستقرار السودان”.
وتأتي زيارة البرهان إلى السعودية غداة إعلان الجيش السوداني، الخميس الماضي، أنه سيطر بالكامل على العاصمة الخرطوم، بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي من قبضة قوات الدعم السريع. وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله في بيان: “تمكنت قواتنا اليوم من تطهير آخر جيوب لشراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني منذ إبريل/نيسان 2023.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت في 15 إبريل/نيسان 2023، عقب تمكن الجيش من السيطرة على القصر الرئاسي وعدد من الوزارات في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية. ورغم إصرار قوات الدعم السريع على مواصلة القتال في الخرطوم، فإن الأحداث المتسارعة على الأرض تشير إلى أنها ستضطر لاحقًا إلى الانسحاب من كامل مناطق الخرطوم الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري، أم درمان)، مما يثير مخاوف من أن تسعى “الدعم السريع” إلى التوجه نحو دارفور.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل/نيسان 2023 حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا. ومنذ أسابيع، وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لمصلحة الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.